نام کتاب : إيمان أبي طالب نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 26
السرير اعترضه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فرق له ، وقال : " وصلتك رحم ، وجزيت خيرا ، فلقد ربيت وكفلت صغيرا ، وآزرت ونصرت كبيرا " . ثم أقبل على الناس ، فقال : " أما والله ، لأشفعن لعمي شفاعة يعجب منها أهل الثقلين " [1] . وفي هذا الحديث دليلان على إيمان أبي طالب رضي الله عنه : أحدهما : أمر رسول الله عليا صلوات الله عليهما وآلهما بغسله وتكفينه دون الحاضرين من أولاده ، إذ كان من حضره منهم سوى أمير المؤمنين إذ ذاك على الجاهلية ، لأن جعفرا رحمه الله كان يومئذ ببلاد الحبشة ، وكان عقيل وطالب حاضرين ، وهما يومئذ على خلاف الاسلام ، لا يسلم واحد منهما بعد ، وأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام مؤمن بالله تعالى ورسوله ، فخص المؤمن منهم بولاية أمره ، وجعله أحق به منهما ، لإيمانه ووفاقه إياه في دينه . ولو كان أبو طالب رضي الله عنه مات على ما يزعم النواصب كافرا ، كان عقيل وطالب أحق بتولية أمره من علي عليه الصلاة والسلام ولما جاز للمسلم من ولده القيام بأمره ، لانقطاع العصمة بينهما . وفي حكم رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه الصلاة والسلام به دونهما وأمره إياه بإجراء أحكام المسلمين عليه من الغسل والتطهير والتحنيط والتكفين والمواراة ، شاهد صدق في إيمانه على ما بيناه . والدليل الآخر : دعاء النبي صلى الله عليه وآله [ له ] [2] بالخيرات ، ووعده
[1] الحجة على الذاهب : 298 ، شرح نهج البلاغة 14 : 77 . [2] زيادة يقتضيها السياق .
26
نام کتاب : إيمان أبي طالب نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 26