نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 405
( 195 ) قوله ( لما كان لتخصيصه النفي معنى يعقل ) ما ذكره قده في هذا الدليل يتوقف على أمرين الأول حجية مفهوم الزمان كما إذا قيل ما رأيت زيدا فيما مضى فيكون مفهومه إثبات الرؤية فيما سيأتي أو في زمان الحال ، وهذا محل خلاف بين الأصوليين . الثاني أن لا يكون للتقييد بالزمان فائدة غير الانتفاء عند الانتفاء ، وهنا ليس كذلك ، فإن الذي يثبت به كون القرآن من عند الله لا من قبل نفسه ( ص ) و لا يتعلم من عالم هو حاله قبل الإتيان بالقرآن ، فإنه إذ أثبت أنه قبل البعثة وقبل أن يأتي بالقرآن والشريعة لم يكن يقرء ولا يكتب ولا شئ مما يوجد في العلماء العاديين من قراء الكتب وكتابتها ، يثبت أن ما أتى به من عند الله ، إذ التعلم عند البشر يحتاج إلى القراءة والكتابة ، فإذا انتفيا انتفى التعلم وكون العلم الموجود عنده من عند غير الله فيثبت كونه من عند الله ( تعالى ) وتعليمه ويصح ما ذكره ( تعالى ) بقوله ( إذا لارتاب المبطلون ) وأما القراءة والكتابة المتأخرة عن النبوة والقرآن فلا دخل لهما في ثبوت نبوته ( ص ) ونفيه إذ هي قد تثبت فإن أثبتنا القراءة والكتابة بعد النبوة فتكون بتعليم الله ( تعالى ) وإن انتفتا كان أيضا على حسب ما رآه الله من المصلحة ولا يثير شكا . وهذا الفرق يوجب المصلحة في تقييد نفي القراءة والكتابة في الآية بكلمة ( من قبله ) من دون أن تكون فائدته إثبات المفهوم لها بل فائدته قوله ( تعالى ) ( إذا لارتاب المبطلون ) ولا يصح قياسه بالشعر فإن المنفي مطلق الشعر ، والعلة عدم كونه لائقا بشأنه مطلقا فينتفي مطلقا .
405
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 405