نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 275
عبد الرحمن وغيرهم . فالطبقة الذين برزوا في أواخر الغيبة الصغرى وأوائل الغيبة الكبرى هم المتكلمون من بني نوبخت الذين كانوا حملة علم أصول الذين ، والمدافعين عن مذهب الشيعة ، ما يقرب من قرن من أسوء القرون ، وأكثرها اضطرابا وشبها و اصعبها من جهة الدفاع عن الحقيقة ، خصوصا مع مقارنة تصديهم لهذا المنصب مع غيبة إمامهم ، وانقطاع صلتهم بمنبع الفيض الإلهي ظاهرا ، وإن كانوا مؤيدين من عنده باطنا . هذا هو الذي سبب إفراطهم في الاحتجاجات العقلية ، وبعدهم أحيانا عن الأدلة النقلية ، إما لعدم اطلاعهم عليها أو لعلم اعتنائهم بها لعدم حجيته عندهم أو عند خصومهم أو كونها مؤولة على خلاف ظاهرها في نظرهم . وهذه الخصوصية في علم الكلام عند النوبختيين وإن كانت لازمة أو مضطرا إليها في زمنهم ، ولكنها حيث أنها خارجة عن حد الاعتدال الذي هو من خصوصيات علم الكلام الشيعي الذي هو بين طريقة القشريين وأهل التقليد وريقة المعتزلة والفلاسفة ، ولهذا كان من الواجب كفاية بل عينا على مثل الشيخ المفيد قدس سره أن يقوم بعدهم ويرجع الكلام الشيعي عن الافراط في العقليات إلى الوسط ، ولازمه وقوع بعض المناقشات بينه وبين بني نوبخت برد بعض آرائهم أحيانا ، وقبول أصل آرائهم مع تبديل استدلالاتهم العقلية إلى الأدلة النقلية أحيانا أخرى ، ورد بعض توجيهاتهم للأدلة النقلية وتأويلاتهم لها إلى ما يخالف ظاهرها ثالثه ، ولكن كل ذلك مع كمال الاحترام لآرائهم و التجليل لمقامهم . ولهذا قلما يذكر مسألة لا يتعرض لآرائهم .
275
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 275