نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 309
بلا مرجح . نعم مخالفة أصحاب التناسخ مخالفة معنوية لأنهم يجعلون النبوة نتيجة لأعماله في النشأة السابقة على هذه النشأة وهو باطل بالضرورة . وأما التفضل الذي يقول به غير المعتزلة من العامة فهو الجزاف والترجيح بلا مرجح الذي لا يوافق عقيدة الشيخ المفيد إلا في إطلاق كلمة التفضل اشتراكا لفظيا لا معنويا . وكذلك الاستحقاق الذي تدعيه المعتزلة بمعنى وجوب الانتخاب على الله وكونه ( تعالى ) ظالما على تقدير تركه لا يشبه الاستحقاق المذكور في كلام الشيخ وبني نوبخت ، إلا لفظا وأما الفلاسفة فهم وإن خالفونا في معنى النبوة ، ولكن لا مخالفة لهم في مسألة الاستحقاق والتفضل والله العالم . وكل ما ذكرناه في بحث النبوة يأتي في بحث الإمامة ، وقد أشير إلى بعض ما ذكرنا في دعاء الندبة الشريفة حيث يقول ( ع ) ( اللهم لك الحمد على ما جرى به قضائك في أوليائك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك إذ اخترت لهم جزيل ما عندك . . . بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم و قربتهم وقدمت . . . وأهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك . . . ) . ( 59 ) القول 37 قوله ( القائمين مقام الأنبياء الخ ) هذه الفقرات بمنزلة الاستدلال على المطلوب كأنه قال إن الأئمة معصومون لأنهم قائمون مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام ، ولأنهم يقيمون الحدود ، ولأنهم حافظون للشرايع ، ولأنهم موظفون بتأديب الأنام وقوله ( إلا
309
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 309