responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 135


أتى بالطاعة ، وذلك مثل إعطائنا رجلا غريقا حبلا ليتشبث به فيسلم ، فهو إذا أمسكه واعتصم به سمي ذلك الشئ عصمة له لما تشبث وسلم به من الغرق ولو لم يعتصم به لم يسم ( عصمة ) ، وكذلك سبيل اللطف إن الانسان إذا أطاع سمي ( توفيقا ) و ( عصمة ) ، وإن لم يطع لم يسم ( توفيقا ) ولا ( عصمة ) ، وقد بين الله ذكر هذا المعنى في كتابه بقوله : ( فاعتصموا بحبل الله جميعا ) ، وحبل الله هو دينه ، ألا ترى أنهم بامتثال أمره يسلمون من الوقوع في عقابه ، فصار تمسكهم بأمره اعتصاما ، وصار لطف الله لهم في الطاعة عصمة ، فجميع المؤمنين من الملائكة والنبيين والأئمة معصومون لأنهم متمسكون بطاعة الله تعالى .
وهذه جملة من القول في العصمة ما أظن أحدا يخالف في حقيقتها ، وإنما الخلاف في حكمها ( 1 ) كيف تجب وعلى أي وجه تقع ، وقد مضى ذكر ذلك في باب عصمة الأنبياء وعصمة نبينا - عليه وعليهم الصلاة والسلام - وهي في صدر الكتاب ، وهذا الباب ينبغي أن يضاف إلى الكلام في الجليل ، إن شاء الله تعالى .
154 - القول في أن النبي - صلى الله عليه وآله - بعد أن خصه الله بنبوته كان كاملا يحسن الكتابة إن الله تعالى لما جعل نبيه ( ص ) جامعا لخصال الكمال كلها وخلال المناقب بأسرها لم تنقصه منزلة بتمامها يصح له الكمال ويجتمع فيه الفضل ، و الكتابة فضيلة من منحها فضل ومن حرمها نقص ، ومن الدليل على ذلك أن الله تعالى جعل النبي ( ص ) حاكما بين الخلق في جميع ما اختلفوا فيه فلا بد أن


1 - حكمتها ألف .

135

نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست