responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 108


ذكرناه ، وليس الأمر في هذا الباب على ما توهموه ، وذلك أن البشر وإن لم يحسوا كثيرا مما وصفوه فإن الجن والملائكة يحسونه فيعتبرون به وما لا يقع عليه من جميع ذلك حس ذي حاسة فهو نفع ( 1 ) لبعض ما يعتبر به ( 2 ) من الحيوان أو مستحيل ( 3 ) من طبائع ما لا بد من وجوده في ألطاف العباد ، وليس علينا في صحة هذه القضية أكثر من إقامة الدلالة على أن الله تعالى الغني الكريم الحكيم لا يخلق شيئا لنفسه ، وإنما خلق ما يخترعه لغيره ولو ( 4 ) خلا ما خلقه من منفعة غيره مع قيام البرهان على أن صانعه - جلت عظمته - لا ينتفع به لكان عبثا لا معنى له ، والله يجل عن فعل العبث علوا كبيرا .
111 - القول في الألم واللذة إذا استويا في اللطف والصلاح وأقول : إنه لو استوى فعل الألم بالحيوان واللذة له في ألطاف المكلفين و مصالحهم الدينية لما جاز من الحكيم سبحانه أن يفعل الألم دون اللذة إذ لا داعي كان يكون إلى فعله حينئذ إلا العوض ( 5 ) عليه ، والقديم سبحانه قادر على مثل العوض تفضلا ، وكان الأولى في جوده ( 6 ) ورأفته أن يفعل اللذة لشرفها على الألم ولا يفعل الألم وقد ساوى ما هو أشرف منه في المصلحة . وهذا مذهب


1 - يقع ألف . 2 - يعتريه ألف . 3 - يستحيل . 4 - ويوحده ما خلقه ألف . 5 - المعوض د . 6 - في وجوده ألف .

108

نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست