responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهداية الكبرى نویسنده : الحسين بن حمدان الخصيبي    جلد : 1  صفحه : 53


وذلك بمحضر من الفريقين فخرجوا قريرة أعينهم بمجلسهم ، وما كان من خديجة في تزويج محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذلك أنها خطبت من أكابر قريش وسائر العرب ، فلم تزوج نفسها فلما خرجوا احتبس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، عندها ، فقالت له : يا محمد ما نحلتك ؟
قال : البكر والحقة ، وهما نحلة ، مني إليك ، وما أضعفت لي بعد ذلك من الرزق فهو في بيتك في موضع كذا وكذا ، فقالت : قد قبلته وقبضته ، فادخل باهلك متى شئت ، فبات عندها ليلته من أقر الناس عينا وأحبهم إليها من جميع الناس .
وأصبحوا من غد ذلك اليوم فقدم بعض حساد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى عمها وقالوا : زوجت بنت أخيك بغلام فقير قليل المال ؟
فاقبل عمها إلى أبي طالب نادما ، وقد بلغ أبا طالب ندامته ، فقال له : يا هذا ان المال يأتي ويذهب ، وقد رأينا من لم يكن له مال فرزقه الله مالا ورزقا حسنا واسعا ، وقد بلغ خديجة ذلك فأرسلت إليه ، فاقبل إليها وهو نادم على ما كان منه ، فقالت له : يا عم لا تتهمني في نفسك ، ما زوجته أنت ، بل الله زوجه ، فهو ممن عرفت شرفه وكرمه وأمانته ، فقال لها : نعم ، صدقت هو كما تقولين وأفضل ، ولكن ليس له مال ، قالت له : يا عم اني ما قدمت الا على بصيرة ، وقد رأيت بعيني ما رأيت ، ورأي ذلك نساء قريش معي ، قال : ما الذي رأيت ورأين ؟ قالت : قد أقبل من تجارتي التي أنفذته بها مبشرا بالأرباح التي رزقني الله عليه يده وانا جالسة ، في المنظرة فرأيته مقبلا فردا وعلى رأسه غمامة تسير بمسيرة ، وتقف بموقفه ، وتظله من الحر والبرد ، ورأينا رجالا بأجنحة لا بأيد من حوله ومن فوقه يسيرون بمسيره ويكنفونه ويرفون عليه بأجنحتهم ولهم زجل بالتسبيح والتهليل والتمجيد والتقديس لله عز وجل ، فهذا ما رأيت ونساء قومي ، وقلت لهن : ترين هذا الرجل الكريم على الله عز وجل العظيم المنزلة عند الله ، الذي أظله بالغمام وحفه بالملائكة ؟ إلى أن أن قرب مني فتبينته فرأيته

53

نام کتاب : الهداية الكبرى نویسنده : الحسين بن حمدان الخصيبي    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست