نام کتاب : النكت في مقدمات الأصول نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 6
المعنى اللغوي المتعارف فهمه بين أهل تلك اللغة ، وهي خاصة بأهل ذلك الفن ، ولا تعرف إلا من جهتهم ، ولا يدخلها القياس ، ولا يمكن تأويلها بأي شكل ، فهي كلغة أجنبية لمن لم يطلع على وضعها ، فالعلم بالوضع من أهم شرائط معرفة اللغة . والعلم بهذه الأوضاع لا يحصل إلا من جهة أصحاب كل فن ، والمؤلفين فيه ، والواقفين على أسراره . وهذه الحاجة ، وتلك الضرورة ، عامتان في كل العلوم والفنون ، ولكن ، كلما كان العلم أوغل في النظرية والعقلانية ، كانت الحاجة أمس ، والضرورة ألح ، لتعقد المعاني المرادة وصعوبتها الأكثر . وعلم الكلام الاسلامي ، هو من العلوم النظرية التي احتوت على مصطلحات خاصة ، ودقيقة ، فمن الواضح - إذن - حاجته إلى معرفة مصطلحاته لطالبي مسائله ومعارفه ، وبالأخص للمبتدئين في الطلب . وقد أوضح الشيخ الطوسي هذه النقطة بكل جلاء ، فقال : " . . . الألفاظ المتداولة بين المتكلمين ، وبيان أغراضهم منها ، فلهم مواضعات مخصوصة ، ليست على موجب اللغة ، ومن نظر في كتبهم وكلامهم ولا يعرف مواضعاتهم لم يحظ بطائل ، وإذا وقف على مرادهم ثم نظر - بعد ذلك - في ألفاظهم حصلت بغيته ، وتمت منيته . . . " . جاء ذلك في افتتاح كتابه الذي شرح فيه المصطلحات الكلامية ، وسماه ب " المقدمة . . . " كما سيأتي . والشيخ المفيد سبق كل الكلاميين في تأليف كتاب يتكفل شرح المصطلحات الكلامية ، وهو هذا الكتاب الذي نقدم له ، ونقدمه محققا . فسماه " النكت في مقدمات الأصول " .
6
نام کتاب : النكت في مقدمات الأصول نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 6