نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 58
( وإني خفت الموالي من ورائي ) وإنما يطلب وارثا لأجل خوفه ، ولا يليق خوفه منهم إلا بالمال دون النبوة والعلم ، لأنه عليه السلام كان أعلم بالله تعالى من أن يخاف أن يبعث نبيا من هو ليس بأهل للنبوة ، وأن يورث علمه وحكمته من ليس لهما بأهل ولأنه إنما بعث لإذاعة العلم ونشره في الناس ، فكيف يخاف الأمر الذي هو الغرض في بعثته . فإن قيل : هذا يرجع عليكم في وراثة المال لأن في ذلك إضافة البخل إليه . فالجواب : معاذ الله أن يستوي الأمران ، فإن المال قد يرزقه المؤمن والكافر والصالح والطالح ، ولا يمتنع أن يأسى على بني عمه إذ كانوا من أهل الفساد أن يظفروا بماله فيصرفوه فيما لا ينبغي ، بل في ذلك غاية الحكمة ، فإن تقوية أهل الفساد ، وإعانتهم على أفعالهم المذمومة محظورة في الدين والعقل فمن عد ذلك بخلا فهو غير منصف . وقوله : ( خفت الموالي من ورائي ) يفهم منه أن خوفه إنما كان من أخلاقهم وأفعالهم ، والمراد خفت الموالي أن يرثوا بعدي أموالي فينفقوها في معاصيك فهب لي يا رب ولدا رضيا يرثها لينفقها فيما يرضيك . وبالجملة لا بد من حمل الإرث في هذه الآية على إرث المال دون النبوة وشبهها حملا للفظ يرثني من معناه الحقيقي المتبادر منه إلى الأذهان ، إذ لا قرينة هنا على النبوة ونحوها ، بل القرائن في نفس الآية متوفرة على إرادة المعنى الحقيقي دون المجاز . وهذا رأي العترة الطاهرة في الآية [88] . وهم أعدال الكتاب لا يفترقان أبدا .
[88] راجع : الميزان في تفسير القرآن ج 14 / 9 - 15 وص 22 - 25 .
58
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 58