نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 40
وسلمتم بتخلف بعض من عبأهم صلى الله عليه وآله في ذلك الجيش ، وأمرهم بالنفوذ تحت قيادة أسامة . سلمتم بكل هذا كما نص عليه أهل الأخبار : واجتمعت عليه كلمة المحدثين وحفظة الآثار ، وقلتم أنهم معذورون في ذلك ، وحاصل ما ذكرتموه من عذرهم أنهم إنما آثروا في هذه الأمور مصلحة الإسلام بما اقتضته أنظارهم ، لا بما أوجبته النصوص النبوية ، ونحن ما ادعينا - في هذا المقام - أكثر من هذا . وبعبارة أخرى ، موضوع كلامنا إنما هو في أنهم أهل كانوا يتعبدون في جميع النصوص أم لا ؟ اخترتم الأول ، ونحن اخترنا الثاني . فاعترافكم الآن بعدم تعبدهم في هذه الأوامر يثبت ما اخترناه ، وكونهم معذورين أو غير معذورين ، خارج عن موضوع البحث كما لا يخفى . وحيث ثبت لديكم إيثارهم في سرية أسامة مصلحة الإسلام بما اقتضته أنظارهم على التعبد بما أوجبته تلك النصوص ، فلم لا تقولون إنهم آثروا في أمر الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله مصلحة الإسلام بما اقتضته أنظارهم على التعبد بنصوص الغدير وأمثالها ؟ ! . اعتذرتم عن طعن الطاعنين في تأمير أسامة بأنهم إنما طعنوا بتأميره لحداثته مع كونهم بين كهول وشيوخ ، وقلتم : إن نفوس الكهول والشيوخ تأبى بجبلتها وطبعها أن تنقاد إلى الأحداث فلم لم تقولوا هذا بعينه فيمن لم يتعبدوا بنصوص الغدير المقتضية لتأمير علي وهو شاب على كهول الصحابة وشيوخهم ، لأنهم - بحكم الضرورة من أخبارهم - قد استحدثوا سنه يوم مات رسول الله صلى الله عليه وآله كما استحدثوا سن أسامة يوم ولاه صلى الله عليه وآله عليهم في تلك السرية ، وشتان بين الخلافة وإمارة السرية . فإذا أبت نفوسهم بجبلتها أن تنقاد للحدث في سرية واحدة ، فهي أولى بأن تأبى أن تنقاد للحدث مدة حياته في
40
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 40