نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 39
سوى الاحتياط على الإسلام . وأما تخلف أبي بكر وعمر وغيرهما عن الجيش حين سار به أسامة ، فإنما كان لتوطيد الملك الاسلامي ، وتأييد الدولة المحمدية ، وحفظ الخلافة التي لا يحفظ الدين وأهله يومئذ إلا بها . وأما ما نقلتموه عن الشهرستاني في كتاب الملل والنحل ، فقد وجدناه مرسلا غير مسند ، والحلبي والسيد الدحلاني في سيرتيهما قالا : لم يرد فيه حديث أصلا ، فإن كنت سلمك الله تروي من طريق أهل السنة حديثا في ذلك فدلني عليه أشكرك " [58] . قلنا في جواب الشيخ : " سلمتم - سلمكم الله تعالى - بتأخرهم في سرية أسامة عن السير ، وتثاقلهم في الجرف تلك المدة ، مع ما قد أمروا به من الاسراع والتعجيل . وسلمتم بطعنهم في تأمير أسامة مع ما وعوه ورأوه من النصوص قولا وفعلا على تأميره . وسلمتم بطلبهم من أبي بكر عزله ، بعد غضب النبي صلى الله عليه وآله من طعنهم في إمارته ، وخروجه بسبب ذلك محموما معصبا مدثرا ، منددا بهم في خطبته تلك على المنبر التي قلتم إنها كانت من الوقائع التاريخية ، وقد أعلن فيها كون أسامة وأبيه أهلا للإمارة . وسلمتم بطلبهم من الخليفة إلغاء البعث الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وحل اللواء الذي عقده بيده الشريفة ، مع ما رأوه من اهتمامه في إنفاذه ، وعنايته التامة في تعجيل إرساله ، ونصوصه المتوالية في وجوب ذلك .
[58] المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين ص 370 - 371 في مراجعة - 91 - الطبعة الثانية في بيروت .
39
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 39