نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 32
ذلك لأربع ليال بقين من صفر سنة إحدى عشر للهجرة ، فلما كان من الغد دعا أسامة فقال له : " سر إلى موضع قتل أبيك ، فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، فاغز صباحا على أهل أبني [1] وحرق عليهم ، وأسرع السير لتسبق الأخبار ، فأن أظفرك الله عليهم ، فأقل اللبث فيهم ، وخذ معك الادلاء ، وقدم العيون والطلائع معك " [47] . فلما كان يوم الثامن والعشرين من صفر بدأ به صلى الله عليه وآله مرض الموت ، فحم - بأبي وأمي - وصدع ، فلما أصبح يوم التاسع والعشرين ووجدهم مثاقلين ، خرج إليهم فحضهم على السير ، وعقد صلى الله عليه وآله اللواء لأسامة بيده الشريفة تحريكا لحميتهم ، وإرهافا لعزيمتهم ، ثم قال : " اغز باسم الله وفي سبيل الله ، وقاتل من كفر بالله " [48] فخرج بلوائه معقودا ، فدفعه إلى بريدة وعسكر بالجرف ، ثم تثاقلوا هناك فلم يبرحوا مع ما وعوه ورأوه من النصوص الصريحة في وجوب إسراعهم كقوله صلى الله عليه وآله : اغز صباحا على أهل أبني ، وقوله : وأسرع السير لتسبق الأخبار إلى كثير من أمثال هذه الأوامر التي لم
[1] أبني ، بضم الهمزة وسكون الباء ثم نون مفتوحة بعدها ألف مقصورة ، ناحية بالبلقاء من أرض سوريا ، بين عسقلان والرملة ، وهي قرب مؤتة التي استشهد عندها جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين في الجنة عليه السلام ، وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما ( منه قدس ) . [47] الرسول صلى الله عليه وآله يحث على مسير جيش أسامة : راجع : المغازي للواقدي ج 3 / 1117 ، السيرة الحلبية ج 3 / 207 ط البهية و ج 3 / 234 ط مصطفى محمد ، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية ج 2 / 339 ، الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 / 190 . [48] السيرة الحلبية ج 3 / 234 .
32
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 32