نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 18
سعادتها ، وهو الرؤوف بها الرحيم لها - أن لا تعنت عترته فلا تفاجأ بمثل ما فوجئت به ، - والجرح لما يندمل ، والنبي لما يقبر - ؟ ! وحسبها يومئذ فقد رسول الله صلى الله عليه وآله قارعة تفترش بها القلق ، وتتوسد الأرق ، وتساور الهموم ، وتسامر النجوم ، وتتجرع الغصص ، وتعالج البرحاء ، فالتريث الذي قلناه كان أولى بتعزيتها ، وأدنى إلى حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله فيها ، وأجمع لكلمة الأمة ، وأقرب إلى استعمال الحكمة ، ولكن القوم صمموا على صرف الخلافة عن آل محمد صلى الله عليه وآله مهما كلفهم الأمر ، فخافوا من التريث أن يفضي بهم إلى خلاف ما صمموا عليه ، فإن آل محمد إذا حضروا المشورة ظهرت حجتهم وعلت كلمتهم ، فبادر القوم بعقد البيعة ، واغتنموا اشتغال الهاشميين برزيتهم ، وانتهزوا انصرافهم بكلهم إلى واجباتهم بتجهيز جنازتهم المفداة . وأعان أولئك على ما دبروه دهشة المسلمين وذعرهم ، وتزلزل أقدامهم ، واجتماع أكثر الأنصار في السقيفة يرشحون سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج ، لكن ابن عمه بشير بن سعد بن ثعلبة الخزرجي وأسيد بن الحضير سيد الأوس ، كانا ينافسانه في السيادة فحسداه على هذا الترشيح وخافا أن يتم له الأمر ، فأضمرا له الحسيكة مجمعين على صرف الأمر عنه بكل ما لديهما من وسيلة ، وصافقهما على ذلك عويم بن ساعدة الأوسي ، ومعن بن عدي حليف الأنصار ، وقد كان هذان على اتفاق سري مع أبي بكر وعمر وحزبهما ، فكانا من أولياء أبي بكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكانا مع ذلك ذوي بغض وشحناء لسعد بن أبي عبادة ، فانطلق عويم إلى أبي بكر وعمر مسرعا فشحذ عزمهما لمعارضة سعد ، وأسرع بهما إلى السقيفة ومعهما أبو عبيدة ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ولحقهم آخرون من حزبهم من المهاجرين .
18
نام کتاب : النص والإجتهاد نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 18