نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 42
الأمر يا بن أبي طالب لحريص ، فقلت : بل أنتم والله لأحرص وأبعد ، وأنا أخص وأقرب ، وإنما طلبت حقا لي ، وأنتم تحولون بيني وبينه ، وتضربون وجهي دونه ، فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هب كأنه بهت لا يدري ما يجيبني به ؟ اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم ! فإنهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ، ثم قالوا : ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه . . . الخ الخطبة [1] . 8 - سأله بعض أصحابه : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به ؟ فقال - عليه السلام - : يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين ، ترسل في غير سدد ، ولك بعد ذمامة الصهر وحق المسألة ، وقد استعلمت فاعلم : أما الاستبداد علينا بهذا المقام ، ونحن الأعلون نسبا ، والأشدون برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نوطا ، فإنها كانت أثرة [2] شحت
[1] نهج البلاغة للإمام علي - عليه السلام - ص 246 رقم الخطبة : 172 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 9 ص 305 ، الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 144 ط مصطفى محمد بمصر و ج 1 ص 134 ط الحلبي ، بتفاوت . على أن تذمر الإمام علي - عليه السلام - من قريش لا يخفى على كل باحث إذ أعرب بصراحة في مواقف عديدة عن عداء قريش لآل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذلك أخبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بذلك وقد روته كتب السنة أجمع ، فكان صرف الخلافة عنه لازما بموجب هذا العداء ، وأما تذرع من يتذرع بصغر سن الإمام وخوف الفتنة فما هو إلا كتمسك الغريق بقشة ، راجع : كتاب الغدير والمعارضون للسيد جعفر مرتضى العاملي لتقف على عشرات النصوص المصرحة بهذا العداء بعهد النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم - والمنقولة من كتب السنة . [2] وقد أشار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى ذلك بقوله للأنصار : ستلقون بعدي أثرة ، والأثرة هي : الاستئثار والاستبداد بالأمر . راجع : شرح النهج لابن أبي الحديد ج 9 ص 243 .
42
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 42