نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 309
وعلى هذا المعنى فسر عثمان بن الجني [1] قول المتنبي : أعق خليليه الصفيين لائمه . وأنهما لم يشتركا في العقوق ثم زاد أحدهما على الآخر صاحبه فيه ، مع كونهما خليلين صفيين ، وإنما المراد إن الذي يستحيل منهما عن الصفا ، فيصير عاقا لائمه . والشواهد في ذلك كثيرة ، وفيما أوردته منها كفاية في إبطال ما ألزمت ، ودلالة على أن الشيعة في قولها إن أمير المؤمنين - عليه السلام - أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان ، لم تناقض لها مذهبا ، ولا خالفت معتقدا ، وإن المراد بذلك أنه الفاضل دونهم ، والمختص بهذا الوصف عنهم ، فتأمل ذلك تجده صحيحا ، والحمد لله . على أن من الشيعة من امتنع من إطلاق هذا المقال عند تحقيق الكلام ، ويقول في الجملة : إنه - عليه السلام - بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أفضل الناس ، فسؤالك ساقط عنه ، إذ كان لا يلفظ بما ذكرته إلا على المجاز . فلما سمع السائل الجواب اعترف بأنه الصواب ، ولم يزد حرفا في هذا الباب ، والحمد لله على خيرته من خلقه سيدنا محمد رسوله وآله الطيبين الطاهرين وسلامه وبركاته [2] .
[1] أبو الفتح عثمان بن جني ولد ونشأ في الموصل وسكن وتوفي ببغداد عام ( 392 ه ) ، من أكابر علماء النحو والصرف والأدب وهو من أساتذة الشريفين الرضي والمرتضى ، وله مؤلفات عديدة ومنها شرح ديوان المتنبي [2] كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 57 .
309
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 309