نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 26
قد جادلتنا فأكثرت جدالنا ) [1] . ومن هنا يتبين أن المناظرة أو الجدل لو لم تكن مشروعة لما أمر الله تعالى بها أنبياءه - عليهم السلام - ، في حين أن القرآن الكريم يزخر بمحاججات الأنبياء لأقوامهم لا سيما نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وهو القدوة الحسنة والمثل الأعلى الذي لا ينتهي حديث عظمته ، ولا تزيده الدهور إلا سناءا وعلوا . هذا هو موقف القرآن الكريم من المناظرة المشروعة بشكل موجز ، والذي يمكن أن تكون خلاصته : أن ينظر كل من المتناظرين بعين الاعتبار إلى الآخر ، ولا يستهين بآرائه وإن كانت مخالفة للحق في بداية الأمر وأن لا ينسب آراءه إلى محض الباطل حتى ولو كان كذلك في نظره لاحظ قوله تبارك وتعالى : ( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) ( 3 ) حيث أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، يجمل إجمالا الضلالة بين الفريقين تمهيدا للجو الملائم للمناظرة الصحيحة بهدف الوصول إلى الحقيقة ولا يفاجأهم مباشرة بتفنيد مزاعمهم جملة وتفصيلا رغم أنها كانت محض الباطل في اعتقاده - صلى الله عليه وآله - ، ثم عليه أن يسوق الدليل الذي يعرفه المقابل نفسه ، وأن يعرض الدليل بالطريقة الهادئة مقرونا بالحكمة والموعظة الحسنة ، على أن يكون مراده تحصيل الحق ، وإلا ستكون المناظرة غير مشروعة كما سيأتي الحديث عنها في محله . أما موقف السنة المطهرة من المناظرة ، فهو لا يختلف عن حكم القرآن ، فكلاهما - القرآن والسنة - صنوان لمشرع واحد ، قال تعالى : ( وما
[1] سورة هود : الآية 32 . ( 2 ) سورة سبأ : الآية 24 .
26
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 26