نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 539
المسلمين أنه ليس بعد محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - أنبياء ولا شرائع ، وحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة . إذن فمتى يصح لأحد من المسلمين أن يقول بحق وعدل : أن شريعة الإسلام قد كملت قبل موت الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، إذا اقتصرنا على ما نفهم من هذا القرآن المجيد . إذن فقد ظهر أيضا أن الأحكام التي ينسبها بعض فرق المسلمين إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا تفي في حل مشاكل المجتمع وما يحتاج إليه ولذا بعض الفئات اضطرهم الأمر إلى الرجوع إلى القياس والاستحسان ، اللذين ما أنزل الله بهما من سلطان ، واللذان يمحقان الدين والشريعة إذا تمسك أهل التدين بهما . وهنا يحدثنا التاريخ عما جرى لأبي حنيفة مع الإمام الصادق - عليه السلام - قال : دخل أبو حنيفة على الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين - عليهم السلام - ، فقال له : يا أبا حنيفة أنت مفتي أهل العراق ؟ قال : نعم . قال : بم تفتيهم ؟ قال : بكتاب الله ، قال : أفأنت عالم بكتاب الله عز وجل ، ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ؟ قال : نعم . قال : فأخبرني عن قوله تعالى : ( وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين ) [1] أي موضع هو ؟ قال أبو حنيفة : هو بين مكة والمدينة ، فالتفت الصادق - عليه السلام - إلى جلسائه ، فقال : نشدتكم بالله هل تسيرون بين مكة والمدينة