نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 497
قلت : فلم فوضت دينك إلى أبي بكر ورضيت أن تفوض أهلك إلى من لا يكون ممدوح الفريقين ؟ فأطرق إلى الأرض مليا . ثم قلت : ألم يك أمير المؤمنين - عليه السلام - في غزوات المشركين فعل ما فعل كما هو مشهور ، وفي كتب الفريقين مسطور ، وألم يك أبو بكر وعمر فرا كما هو في الألسنة مذكور وفي التواريخ [1] مزبور ؟ قال : نعم . قلت : لم يسعيا في غزوات النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - مع كونهما مبشرين بالنعيم إن صارا مقتولين ومعززين عند الله ورسوله إن كانا حيين ، وحيث لم يسعيا في ذلك الزمان ، أوان ضعف الإسلام والأيمان ، وحين شوكة الشرك والكفر ، بل فرا في كل الغزوات وما خجلا عن رسول الكائنات ، علم أن طلبهم الرئاسة وابتغائهم السياسة ، كان لأجل الغرض ، بل في قلوبهم مرض ، فأطرق أيضا إلى الأرض مليا . ثم قلت : أنت ما رضيت بأن تترك الوصية لابنك وأهلك وأولادك لئلا تخرج السلطنة عنهم ، ولا يصيرون معرضا للقتل والنهب والأسر والذلة ، فكيف يرضى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يموت ولا ينصب عليا - عليه السلام - خليفته وقاضي دينه ومنجز وعده ولا يجعله إمام العباد ، وسلطان البلاد ، مع علمه بغرائز العرب ، وكثرة إفسادهم في حالة الغضب . حيث يقتلون القبائل ، لطلبهم ثارا واحدا من الأراذل ، ولا ينتهون
[1] المغازي للواقدي ج 1 ص 240 ، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب - عليه السلام - من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 177 ح 242 و 243 و 247 ، الشذرات الذهبية لابن طولون ص 52 ، كشف الغمة للأربلي ج 1 ص 188 ، بحار الأنوار ج 20 ص 101 ح 29 .
497
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 497