نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 326
فاطمة - عليها السلام - ورأى انصراف وجوه الناس عنه خرج عند ذلك إلى المصالحة . وهذه صورة حال تدل على أنه ما بايع مختارا ، وأن البخاري ومسلما رويا في هذا الحديث أنه ما بايع أحد من بني هاشم حتى بايع علي - عليه السلام - . فقال : ما أقدم على الطعن في شئ قد عمله السلف والصحابة . فقلت له : فهذا القرآن يشهد بأنهم عملوا في حياة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يرجى ويخاف والوحي ينزل عليه بأسرارهم في حال الخوف وفي حال الأمن وحال الصحة والإيثار عليه ما لا يقدروا أن يجحدوا الطعن عليهم به ، وإذا جاز منهم مخالفته في حياته وهو يرجى ويخاف فقد صاروا أقرب إلى مخالفته بعد وفاته وقد انقطع الرجاء والخوف منه وزال الوحي عنه . فقال : في أي موضع من القرآن ؟ فقلت : قال الله جل جلاله في مخالفتهم في الخوف : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ) [1] ، فروى أصحاب التواريخ أنه لم يبق معه إلا ثمانية أنفس ، علي - عليه السلام - والعباس ، والفضل بن العباس ، وربيعة ، وأبو سفيان ، ابنا الحارث بن عبد المطلب ، وأسامة بن زيد ، وعبيدة بن أم أيمن وروي أيمن بن أم أيمن [2] .
[1] سورة التوبة : الآية 25 . [2] راجع : تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 62 ، السيرة الحلبية ج 3 ص 67 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 13 ص 278 ، الإفصاح للمفيد ص 58 ، الإرشاد للمفيد ص 74 ، مجمع البيان ج 5 ص 28 ، بتفاوت .
326
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 326