نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 253
إليه وإلى أقواله في البلدان والأمصار . فأحب لقاءه ومسألته فقدم إلى حاجبه البرمكي إحضاره ، فركب الحاجب إليه وأحضره إلى مجلس السلطان ، فلما دخل عليه قربه وأدناه وأكرمه ورفع مجلسه ، فلما استقر به المجلس . قال له السلطان : أيها الشيخ الفقيه العالم ، اختلف الحاضرون في القوم الذين طعنوا فيهم الشيعة ، فقال بعضهم : يجب الطعن ، وقال بعضهم : لا يجب ولا يجوز ، فما عندك في هذا ؟ فقال الشيخ ( ره ) : أيها الملك ، إن الله تعالى لم يقبل من عباده الإقرار بتوحيده حتى ينفوا كل إله سواه ، وكل صنم عبد من دون الله ، ألم تر أنا أمرنا أن نقول : ( لا إله إلا الله ) ، فلا إله نفي كل إله عبد من دونه . وقوله : إلا ، إثبات الله عز وجل ، وكذلك لم يقبل الإقرار بنبوة محمد نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى ينفوا كل متنبئ كان في وقته ، مثل مسيلمة الكذاب ، وسجاح بنت الأسود العنسي وأشباههم ، وهكذا لا يقبل القول بإمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - إلا بعد نفي كل ضد نصب للإمامة دونه . قال الملك : هذا هو الحق ، وأخبرني أيها الشيخ بشئ جلي واضح من أمر من انتصب للإمامة دونه ؟ قال الشيخ : أيها الملك ، اجتمعت الأمة على نقل خبر سورة براءة [1] ، وفيه خروج أبي بكر من الإسلام ، وفيه نزول ولاية أمير المؤمنين - عليه السلام - من السماء وعزل أبي بكر ، وفيه أنه لم يكن من النبيين .