نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 244
النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قول الله عز وجل ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، لأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين ) [1] ، وكان مع ذلك فقد كلف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عباد الله ما لا يطيقون عن الله تبارك وتعالى ، وهذا من المحال الذي يمتنع كونه ولا يأمر به حكيم ، ولا يدل عليه الرسول تعالى الله عن أن يأمر بالمحال ، وجل الرسول من أن يأمر بخلاف ما يمكن كونه في حكمة الحكيم ، فسكت القوم عند ذلك جميعا . فقال المأمون : قد سألتموني ونقضتم علي ، أفأسألكم ؟ قالوا : نعم . قال : أليس قد روت الأمة بإجماع منها أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار [2] . قالوا : بلى . قال : ورووا عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال : من عصى الله بمعصية صغرت أو كبرت ثم اتخذها دينا ومضى مصرا عليها ، فهو مخلد بين أطباق الجحيم ؟ قالوا : بلى . قال : فخبروني عن رجل تختاره الأمة فتنصبه خليفة ، هل يجوز أن يقال له خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومن قبل الله عز وجل ، ولم يستخلفه الرسول ؟ فإن قلتم : نعم فقد كابرتم ، وإن قلتم : لا ، وجب أن أبا بكر لم يكن
[1] سورة الحاقة : الآية 44 - 46 . [2] صحيح مسلم ج 1 ص 10 ح 3 ، مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 47 و 78 و 90 و 130 و 165 ، مجمع الزوائد ج 1 ص 143 .
244
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 244