نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 102
وجهلوه وتولوا غيره ! ! يا معاوية أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حين بعث إلى مؤتة أمر عليهم جعفر بن أبي طالب ، ثم قال إن هلك جعفر فزيد ابن حارثة ، فإن هلك زيد فعبد الله بن رواحة ، ولم يرض لهم أن يختاروا لأنفسهم . أفكان يترك أمته لا يبين لهم خليفته فيهم ؟ ! بلى والله ، ما تركهم في عمياء ولا شبهة ، بل ركب القوم ما ركبوا بعد نبيهم ، وكذبوا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهلكوا وهلك من شايعهم ، وضلوا وضل من تابعهم ، فبعدا للقوم الظالمين . فقال معاوية : يا بن عباس إنك لتتفوه بعظيم ! والاجتماع عندنا خير من الاختلاف ، وقد علمت أن الأمة لم تستقم على صاحبك . فقال ابن عباس : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها [1] ، وإن هذه الأمة اجتمعت على أمور كثيرة ليس بينها اختلاف ولا منازعة ولا فرقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، والصلوات الخمس ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ، وأشياء كثيرة من طاعة الله ونهي الله ، مثل : تحريم الزنا ، والسرقة ، وقطع الأرحام ، والكذب ، والخيانة ، واختلفت في شيئين : أحدهما : اقتتلت عليه وتفرقت فيه وصارت فرقا ، يلعن بعضها بعضا ويبرأ بعضها من بعض .
[1] مجمع الزوائد : ج 1 ص 157 ، كنز العمال ج 1 ص 183 ح 929 .
102
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 102