نام کتاب : المعجم الموضوعي لنهج البلاغة نویسنده : أويس كريم محمد جلد : 1 صفحه : 411
الفصل الثّامن « الفتنة الكبرى » خامسا : « أسباب تصدّي الإمام للفتنة » ( 559 ) 1 - الوقوف بوجه الفتنة في مهدها أسهل بكثير من الوقوف بوجهها عند ما تستفحل وتعمّ وتصبح حقيقة ثابتة : ثمّ إنّكم معشر العرب أغراض بلايا قد اقتربت ، فاتّقوا سكرات النّعمة ، واحذروا بوائق النّقمة ، وتتبّتوا في قتام العشوة ، واعوجاج الفتنة عند طلوع جنينها ، وظهور كمينها ، وانتصاب قطبها ، ومدار رحاها ، تبدأ في مدارج خفيّة ، وتؤول إلى فظاعة جليّة ، شبابها كشباب الغلام ، وآثارها كآثار السّلام ، يتوارثها الظَّلمة بالعهود ، أوّلهم قائد لآخرهم ، وآخرهم مقتد بأوّلهم ، يتنافسون في دنيا دنيّة ، ويتكالبون على جيفة مريحة . وعن قليل يتبرّأ التّابع من المتبوع ، والقائد من المقود ، فيتزايلون بالبغضاء ، ويتلاعنون عند اللَّقاء . ثمّ يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الرّجوف ، والقاصمة الزّحوف ، فتزيغ قلوب بعد استقامة ، وتضلّ رجال بعد سلامة ، وتختلف الأهواء عند هجومها ، وتلتبس الآراء عند نجومها ، من أشرف لها قصمته ، ومن سعى فيها حطمته ، يتكادمون فيها تكادم الحمر في العانة ، قد اضطرب معقود الحبل ، وعمي وجه الأمر ، تغيض فيها الحكمة ، وتنطق فيها الظَّلمة ، وتدقّ أهل البدو بمسحلها ، وترضّهم بكلكلها ، يضيع في غبارها الوحدان ، ويهلك في طريقها الرّكبان ، ترد بمرّ القضاء ، وتحلب عبيط الدّماء ، وتثلم منار الدّين ، وتنقض عقد اليقين ، يهرب منها الأكياس ، ويدبّرها الأرجاس ، مرعاد مبراق ، كاشفة عن
411
نام کتاب : المعجم الموضوعي لنهج البلاغة نویسنده : أويس كريم محمد جلد : 1 صفحه : 411