لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا : يا يزيد لا تشل قد جزيناهم ببدر بعدما * قوم القتل بقتل فاعتدل لست للشيخين إن لم أنتقم [1] * من بني أحمد ما كان فعل ن يكن أحمد حقا مرسلا * لم يكن عترته الله خذل فحقق عدو الله وابن عدوه ، أنه قد طلب ثاره من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأنه أدركه بمن أصيب من أهل بيته يوم بدر وذلك بما سنه الحبران الفاضلان ، فما فاتت خصلة من الخصال تركوها ولم يأتوها ، لقد بقيت آثار كسري قائمة إلى غايتنا هذه [2] ، وآثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دارسة ، ولقد اصطفوا أمواله بعده ، وهدموا نبوته ، وقتلوا ولده ، وسبوا بناته ، وأخذوا خمسه ، وهدموا مسجده ، وعمروا فيه آثارهم ، ورزقوه وشيدوه ، خلافا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكسروا منبره ، وخالفوا عليه بالزيادة ، وهدموا عليه بيت ربه مرتين من بعده ، واستحلوا حرمه وحرم ربه ، وأباحوه ، وغيروا سنته ، وأبدعوا في دينه ، ودخلوا عليه بيته بغير إذنه فهذه الأشياء كلها مما سنه الحبران الفاضلان .
[1] - أنظر العقد الفريد لابن عبد ربه ، ونقل هناك اعتراف يزيد بارتداده عن الاسلام . و من كلمة لست للشيخين يعلم مدى تعلقه وانتسابه عقيدة كيف ينسب نفسه لهما حقدا على بني هاشم . . [2] - أي إلى يومنا هذا ويشمله الحديث . من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .