ثلاثا [1] ، فالتفت علي ( عليه السلام ) فإذا خالد مشتمل على السيف في جانبه ، فقال : يا خالد أكنت به فاعلا ؟ فقال : إي والله لولا أنه نهاني ! ، فقال له علي : كذبت لا أم لك ، أنت أضيق حلقة أست من ذلك . [ ثم قال عليه السلام ] : أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لولا ما سبق به القضاء لعلمت أي الفريقين شر مكانا وأضعف جندا [2] .
[1] - وفي نسخة " ش " : مليا . [2] - روى العلامة المجلسي رحمه الله في البحار ، ط القديم ( الكمپاني ) ج 8 ص 92 و 93 قصة أمر أبي بكر خالد بن الوليد لقتل علي عليه السلام مفصلا واليك موجزها ، قال : فرجع أبو بكر وعمر إلى منزلهما وبعث أبو بكر إلى عمر ثم دعاه فقال : أما رأيت مجلس علي منا في هذا اليوم والله لئن قعد مقعدا مثله فيفسدن أمرنا فما الرأي ؟ قال عمر : الرأي أن نأمر بقتله ! قال : فمن يقتله ؟ قال : خالد بن الوليد ، فبعثا إلى خالد فأتاهم ، فقالا له : نريد أن نحملك على أمر عظيم فقال : احملوني على ما شئتم ولو علي قتل علي بن أبي طالب ! قالا : فهو ذاك ، قال خالد : متى أقتله ؟ قال أبو بكر : إحضر المسجد وقم بجنبه في الصلاة فإذا سلمت قم إليه واضرب عنقه قال : نعم . فسمعت أسماء بنت عميس وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها : إذهبي إلى منزل علي وفاطمة واقرئيها السلام وقولي لعلي : ( إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) ( سورة القصص / 20 ) ، فجائت الجارية إليهم فقالت لعلي : إن أسماء بنت عميس تقرء عليك السلام وتقول : إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام لها : إن الله يحول بينهم وبين ما يريدون . ثم قال وتهيأ للصلاة وحضر المسجد صلى لنفسه خلف أبي بكر ، وخالد بن الوليد بجنبه ومعه السيف ، فلما جلس أبو بكر للتشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وعرف شدة علي وبأسه فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس أنه سهى ثم التفت إلى خالد وقال : يا خالد لا تفعلن ما أمرتك به السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا خالد ما الذي أمرك به قال : أمرني بضرب عنقك قال : أو كنت فاعلا قال : إي والله لولا أنه قال لي لا تفعله قبل التسليم لقتلتك قال : فأخذه علي فجلد به الأرض فاجتمع الناس عليه فقال عمر : يقتله ورب الكعبة فقال الناس : يا أبا الحسن الله ، الله ، بحق صاحب القبر فخلى عنه ثم التفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه فقال : يا بن صهاك والله لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ودخل منزله . أقول : روى الشيخ الكشي رحمه الله في رجاله في ترجمة سفيان الثوري ج 2 ي ص 695 ، في حديث قوم مع الإمام الصادق عليه السلام لما وفد عليه فقال أبو عبد الله عليه السلام لرجل منهم وكان يتحدث : زدنا فقال : حدثني يونس بن عبيد ، عن الحسن ، أن عليا عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فقال له عتيق : ما خلفك يا علي عن البيعة ؟ ! والله لقد هممت أن أضرب عنقك ، فقال له علي عليه السلام : يا خليفة رسول الله لا تثريب ، قال : لا تثريب ، قال له أبو عبد الله عليه السلام : زدنا ، قال : حدثني سفيان الثوري ، عن الحسن ، أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح ، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه ، ثم قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك . وروى عنه السيد الخوئي في المعجم ج 8 ، ص 153 . كما رواه العلامة العلياري في ترجمة سفيان الثوري في بهجة الآمال ج 4 ، ص 380 . وأورده علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ج 2 ص 158 في تفسير الآية ( فأت ذا القربى حقه ) وفيه قصة فدك .