responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المسترشد نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 394


قال : وأما قولكم : كنت وصيا فضيعت الوصاية ، فأنتم كفرتم وقدمتم علي غيري وأزلتم الامر عني ، ولم أك كفرت بكم ، وليس على الأوصياء الدعاء إلى أنفسهم ، فإنما تدعوا الأنبياء إلى أنفسهم والوصي مدلول عليه مستغن عن الدعاء إلى نفسه ، ذلك لمن آمن بالله ورسوله ، وقد قال الله تعالى :
( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) [1] .
فلو ترك الناس الحج لم يكن البيت ليكفر بتركه إياه ، ولكن كانوا يكفرون بتركه ، لان الله تبارك وتعالى قد نصبه لهم علما ، وكذلك نصبني علما ، حيث قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي أنت بمنزلة الكعبة يؤتى إليها ولا تأتي [2] ، فقالوا : وهذه لك خرجت منها وحججتنا ، فأذعنوا معه أربعة آلاف رجل ممن قعدوا عنه [3] ،



[1] - سورة آل عمران ، الآية : 97 .
[2] - تقدمت قبل قليل مصادر هذا الحديث ، وهو مشهود بل متواتر .
[3] - قال الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ج 10 ص 157 : لحديث : 18678 : أخبرنا عبد الرزاق عن عكرمة بن عمار ، قال : حدثنا أبو زميل الحنفي قال : حدثنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال : . لما اعتزلت الحر وراء فكانوا في دار على حدتهم ، فقلت لعلي : يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم ، قال : إني أتخوفهم عليك ، قلت : كلا إن شاء الله تعالى ، قال : فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية ، قال : ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة ، قال : فدخلت على قوم لم أر قوما قط أشد اجتهادا منهم ، أيديهم كأنها ثفن الإبل ، ووجوههم معلمة من آثار السجود ، قال : فدخلت ، فقالوا : مرحبا بك يا ابن عباس ! ما جاء بك ؟ قلت : جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليهم نزل الوحي ، وهم أعلم بتأويله ، فقال بعضهم : لا تحدثوه ، وقال بعضهم والله لنحدثنه ، قال : قلت : أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وختنه ، وأول من آمن به ؟ وأصحاب رسول الله معه ؟ قالوا : ننقم عليه ثلاثا ، قال : قلت : وما هن ؟ قالوا : أولهن أنه حكم الرجال في دين الله ، وقد قال الله : إن الحكم الا لله ، قال : قلت : وماذا ؟ قالوا : وقاتل ولم يسب ، ولم يغنم ، لئن كانوا كفارا لقد حلت له أموالهم ، ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دمائهم ، قال : قلت : وماذا ؟ قالوا محا نفسه من أمير المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير لكافرين ، [ قال ابن عباس ] : قلت : أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم ، وحدثتكم من سنة نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ما لا تنكرون ، أترجعون ؟ قالوا : نعم ، قال : قلت : أما قولكم : حكم الرجال في دين الله ، فإن الله تعالى يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم - إلى قوله : يحكم به ذوا عدل منكم ) سورة المائدة : 95 ، وقال في المرأة وزوجها : ( وإن خفتم شقاق بينهم فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها ) سورة النساء الآية 35 ، أنشدتكم الله أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم ، وإصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم ؟ قالوا : اللهم بل في حقن دمائهم ، وإصلاح ذات بينهم ، قال أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : وأما قولكم : إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم ، أتسبون أمكم عائشة ؟ أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها ، فقد كفرتم ، وإن زعمتم إنها ليست أم المؤمنين فقد كفرتم وخرجتم من الاسلام ، إن الله يقول : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) ( سورة الأحزاب ، الآية 6 . ) فأنتم مترددون بين ضلالتين ، فاختار أيهما شئتم أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : وأما قولكم : محا نفسه من أمير المؤمنين ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا ، فقال : أكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ، فقالوا : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن أكتب محمد بن عبد الله ، فقال : والله إني لرسول الله حقا وإن كذبتموني أكتب يا علي ! محمد بن عبد الله ، فرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان أفضل من علي رضي الله عنه ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم ، فرجع منهم عشرون ألفا ، وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا ، قال أحمد المحمودي : هذه المناشدة ذكرها الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمان ابن الجوزي المتوفى ( 597 ) في كتابه تلبيس إبليس في باب : ذكر تلبيس إبليس على الخوارج : ص 91 ، مع اختلاف في الألفاظ . وذكر اليافعي في مرآة الجنان ج 1 ص 114 . وذكر أيضا أبو يوسف البسوي في المعرفة والتاريخ ، ج 1 ، ص 522 . والعلامة المقدسي في البدء والتاريخ ، ج 5 ص 223 .

394

نام کتاب : المسترشد نویسنده : محمد بن جرير الطبري ( الشيعي )    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست