نام کتاب : المسائل الجارودية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 11
عليا عليه السلام سلم لهما ذلك ، بمنزلة رجل كان له حق على رجل فتركه له ، ووقفت في أمر عثمان ، وشهدت بالكفر على من حارب عليا ، وسموا البترية ، لأنهم نسبوا إلى كثير النوى ، وكان المغيرة بن سعيد يلقب بالأبتر . وقالت الجريرية إن عليا كان الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وأن بيعة أبي بكر وعمر كانت خطأ لا يستحق عليه اسم الكفر ، ولا اسم الفسوق ، وأن الأمة قد تركت الأصلح ، وبرئت من عثمان سبب أحداثه ، وشهدت عليه وعلى من حارب عليا بالكفر . وقالت الجارودية : إن رسول الله صلى الله عليه وآله نص على علي عليه السلام بالإشارة والوصف ، دون التسمية والتعيين ، وأنه أشار إليه ووصفه بالصفات التي لم توجد إلا فيه ، وأن الأمة ضلت وكفرت بصرفها الأمر إلى غيره ، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله نص على الحسن والحسين عليهما السلام بمثل نصه على علي ، ثم إن الإمام بعد هؤلاء الثلاثة ليس بمنصوص عليه ، ولكن الإمامة شورى بين الأفاضل من ولد الحسن والحسين ، فمن شهر منهم سيفه ودعا إلى سبيل ربه وباين الظالمين ، وكان صحيح النسب من هذين البطنين ، وكان عالما زاهدا شجاعا ، فهو الإمام [1] . وافترقت الجارودية في نوع آخر ثلاث فرق : أ - فرقة زعمت أن محمد بن عبد الله النفس الزكية بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لم يمت ولا يموت ، حتى يملأ الأرض عدلا ، وأنه القائم المهدي المنتظر عندهم ، وكان محمد بن عبد الله خرج على المنصور فقتل بالمدينة . ب - وفرقة زعمت أن محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، حي لم يمت ولا يموت ، حتى يملأ الأرض عدلا ، وأنه المهدي المنتظر عندهم ، وكان محمد بن القاسم هذا خرج على المعتصم بالطالقان