القربى مكرا [1] أو حادوه [2] عن أهله جورا فلما ال الامر إليك أجريتهم على ما أجريا رغبة عنهما [3] بما عند الله لك ، فأشبهت محنتك بهما محن الأنبياء عليهم السلام عند الوحدة وعدم الأنصار ، وأشبهت في البيات على الفراش الذبيح عليه السلام ، إذ أجبت كما أجاب ، وأطعت كما أطاع إسماعيل صابرا محتسبا ، إذ قال له : * ( يا بنى اني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني انشاء الله من الصابرين ) * [4] . وكذلك أنت لما أباتك النبي صلى الله عليكما ، وأمرك ان تضطجع في مرقده ، واقيا له بنفسك ، أسرعت إلى اجابته مطيعا ، ولنفسك على القتل موطنا ، فشكر الله تعالى طاعتك ، وابان عن جميل فعلك بقوله جل ذكره : * ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ) * [5] . ثم محنتك يوم صفين ، وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا ،
[1] - أفرضوك سهم ذوي القربى مكرا : أعطوك منه سهما ونصيبا للتلبيس على الناس . [2] - حادوه : مالوه وصرفوه . [3] - رغبة عنهما ، اي عن فدك وذوي القربى ، أو عن الملعونين ومكافأتهما فيما فعلا ونقض ما صنعا . [4] - الصافات : 102 . [5] - البقرة : 207 .