responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المراجعات نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 344


الحلق شجى ، عملا بهذه الأوامر المقدسة وغيرها مما عهده النبي ( ص ) إليهم بالخصوص ، حيث أمرهم بالصبر على الأذى ، والغض على القذى ، احتياطا على الأمة ، واحتفاظا بالشوكة ، فكانوا يتحرون للقائمين بأمور المسلمين وجوه النص ، وهم - من استئثارهم بحقهم - على أمر من العلقم ، ويتوخون لهم مناهج الرشد ، وهم - من تبوئهم عرشهم - على آلم للقلب من حز الشفار ، تنفيذا للعهد ، ووفاء بالوعد ، وقياما بالواجب شرعا وعقلا من تقديم الأهم - في مقام التعارض - على المهم ، ولذا محض أمير المؤمنين كلا من الخلفاء الثلاثة نصحه ، واجتهد لهم في المشورة ( 836 ) . ومن تتبع سيرته في أيامهم ، علم أنه بعد أن يئس من حقه في الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، بلا فصل ، شق بنفسه طريق الموادعة ، وآثر مسالمة القائمين بالأمر ، فكان يرى عرشه - المعهود به إليه - في قبضتهم ، فلم يحاربهم عليه ، ولم يدافعهم عنه احتفاظا بالأمة واحتياطا على الملة ، وضنا بالدين ، وإيثارا للآجلة على العاجلة ، وقد مني بما لم يمن به غيره ، حيث مثل على جناحيه خطبان فادحان ، الخلافة بنصوصها وعهودها إلى جانب ، تستصرخه وتستفزه إليها بصوت يدمي الفؤاد ، وأنين يفتت الأكباد ( 837 ) ، والفتن الطاغية إلى جانب آخر ، تنذره بانتفاض الجزيرة ، وانقلاب العرب ، واجتياح الاسلام ، وتهدده بالمنافقين من أهل المدينة ، وقد مردوا على النفاق ، وبمن حولهم من الأعراب ، وهم منافقون بنص الكتاب ، بل هم أشد كفرا ونفاقا ، وأجدر أن لا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله وقد قويت بفقده صلى الله عليه وآله وسلم ، شوكتهم ، إذ صار المسلمون بعده كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية ، بين ذئاب عادية ، ووحوش ضارية ، ومسيلمة الكذاب ، وطليحة بن خويلد الأفاك ، وسجاح بنت الحرث الدجالة ، وأصحابهم قائمون - في محق الاسلام وسحق المسلمين - على ساق ، والرومان والأكاسرة وغيرهما ، كانوا بالمرصاد ، إلى كثير من هذه العناصر الجياشة بكل حنق من محمد وآله

344

نام کتاب : المراجعات نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست