عليه الأوّلون فإنّهم قد كانوا اتّخذوا ديناً ووضعوا كتاباً ودعوا اُناساً إلى ما هم عليه وتولّوهم على ذلك [1] ، فدرس أمرهم وذهب حين ذهبوا ، فأراد الله - تعالى - أن لا ينسيهم أمر محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ففرض عليهم الصلاة يذكرونه في كلّ يوم خمس مرّات ينادون باسمه ويتعبّدون [2] بالصلاة وذكر الله - سبحانه - كيلا [3] يغفلوا عنه فينسونه ويدرس [4] ذكره [5] . فأعلم مولانا الصادق ( عليه السلام ) أنّ علّة الأمر بالصلاة لئلاّ يدرس ذكر محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وينسى كغيره من الأنبياء بعد موتهم ; إذ في نسيان ذكر محمّد « صلوات الله عليه » وتركه وعدم الاهتمام بذكره وطاعته وأمره وعدم [6] الوفاء بالعهد والميثاق المأخوذ على سائر الخلق . [ 83 ] وروى الصدوق ( رحمه الله ) في كتاب « التوحيد » بإسناده عن داود الرقّي قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله - عزّ وجلّ - : ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) [7] . فقال [ لي ] : ما يقولون في ذلك ؟ قلت : يقولون : إنّ العرش كان على الماء والربّ فوقه . فقال ( عليه السلام ) : كذبوا من يزعم هذا فقد صيّر الله - تعالى - محمولاً ووصفه بصفة المخلوق وألزمه [8] أنّ الشيء الذي يحمله أقوى منه . قلت : بيّن لي جعلت فداك . فقال : إنّ الله - عزّ وجلّ - حمل دينه وعلمه [9] الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جنّ أو إنس أو شمس أو قمر ، فلمّا أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم :
[1] في المصدر : « وقتلوهم على ذلك » . [2] في المصدر : « وتعبّدوا » . [3] في المصدر : « لكيلا » . [4] في المصدر : « وينسونه فيدرس » . [5] علل الشرائع : 2 / 317 باب 4 العلة التي من أجلها أمر الله بالصلاة . . [6] كذا في الأصل ، والظاهر أنّ العبارة لا تستقيم إلاّ إذا حذفت « الواو » . [7] هود / 7 . [8] في المصدر : « المخلوقين ولزمه . . . » . [9] في المصدر : « علمه ودينه » .