وآله ( عليهم السلام ) لا ينفكّون عنه كما تقدّم . وهذا بحر ليس له ساحل ، وطريق ليس له آخر ، ولا يحيط بعلمه إلاّ الله والراسخون في العلم « صلوات الله عليهم » خزنة علمه ، وأبواب حكمته ، وتراجمة وحيه ، ومؤيّدو بريّته في علمهم وعملهم وحسابهم وجنّتهم ونارهم . [ 111 ] وقد روي عن مولانا أبي الحسن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) أنّه كان يوماً يصلّي فسقط طرف ردائه عن كتفه فلم يسوّه حتّى فرغ من صلاته . فقال له رجل : ألا عدّلت رداءك ؟ فقال له : يا هذا ! أتدري بين يدي من كنت واقفاً ، إنّ الله لا يقبل من العبد من صلاته إلاّ ما أقبل عليه فيها . فقال الرجل : إذاً هلكنا . فقال ( عليه السلام ) : كلاّ إنّ الله متمّم لكم ذلك بالنّوافل [1] . فالنوافل الراتبة تتمّة الفرايض اليوميّة ، فما كان فيها من نقص تجبره وتتمّه . [ 112 ] وقد روي عن الصادق ( عليه السلام ) : إنّ الله يستحي أن يقبل من العبد أقلّ من ثلث عمله . ولهذا كانت النوافل اليوميّة بقدر الفرض مرّتين ، وكذا الصوم الواجب بشهر رمضان ، والمؤكّد منه في السنة شهر شعبان والثلاثة أيّام في كلّ شهر ، تكون في العشرة أشهر ثلاثين يوماً ، فيكون مقدار السنة بقدر الفرض مرّتين ; فإذا صلّى العبد المؤمن الفرائض وأضاف إليها النوافل الراتبة تمّت صلاته وقضى عقيب صلاته على محمّد وآل محمّد ( عليهم السلام ) قريباً من ضعفين آخرين . [ من فضّل عليهم أحداً من خلق الله لم يعقد قلبه على معرفتهم ] فالحمد لله على ما منّ علينا بمحمّد وآل محمّد وبمعرفتهم ومعرفة فضلهم الذي أتاهموه ربّ العباد ، وخصّهم به دون من سواهم ; إذ هم لا يقاس بهم أحد من النّاس
[1] الخصال : 2 / 517 ذكر ثلاثة وعشرين خصلة . . حديث : 4 ( في حديث ) .