نام کتاب : المجتنى من دعاء المجتبى نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 6
إنه لن يهلك مع الدعاء أحد " [1] . ومن وصايا أمير المؤمنين لابنه الحسن - عليهما السلام - قال : " اعلم أن الذي بيده خزائن ملكوت الدنيا والآخرة قد أذن لدعائك ، وتكفل لإجابتك ، وأمرك أن تسأله فيعطيك ، وتسترحمه ليرحمك ، ولم يجعل بينك وبينه من يحجبك عنه ، ولم يلجئك إلى من يشفع لك إليه . . ثم جعل في يدك مفاتيح خزائنه بما أذن فيه من مسألته - فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب نعمته ، واستمطرت شآبيب رحمته ، فلا يقنطنك إبطاء إجابته ، فإن العطية على قدر النية . وربما أخرت عنك الإجابة ، ليكون ذلك أعظم لاجر السائل ، وأجزل لعطاء الآمل . وربما سألت الشئ فلا تؤتاه ، وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا ، أو صرف عنك لما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته ، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله ، ونفى عنك وباله ، فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له " [2] . ولقد بلغ حب الله تعالى للدعاء حدا أنه أمر نبيه موسى بن عمران - عليه السلام ، أن يطلب منه في دعائه كل شئ ، حتى ملح طعامه ، فقد ورد في الحديث أنه تعالى قال لموسى - عليه السلام - : " يا موسى ، سلني كل ما تحتاج إليه ، حتى علف شاتك ، وملح عجينك " [3] . وورد عن الإمام الصادق - عليه السلام - : " عليكم بالدعاء ، فإنكم لا تقربون بمثله ، ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها ، فإن صاحب الصغار هو صاحب الكبار " [4] إلى غير ذلك من النصوص الواردة عن أهل بيت الخصوص - عليهم السلام .