نام کتاب : المجتنى من دعاء المجتبى نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 15
حفل به تأريخه في بغداد ، وكان من أول مظاهرها إنعام الخليفة عليه بدار سكناه ، ثم أصبحت لرضي الدين من الدالة ما يسمح له بالسعي لدى المستنصر في تعيين الرواتب للمحتاجين [1] ، وما يدفع المستنصر إلى مفاتحته في تسليم الوزارة له ، ولعل حب المستنصر - كأبيه - للعلويين ، وعطفه عليهم ، واهتمامه بشؤونهم هو السبب في هذه العلاقة الأكيدة القوية ، وفي تدعيمها واستمرارها طول تلك السنين [2] . وقد ذكر السيد ابن طاوس - رحمه الله - في مؤلفاته محاولات المستنصر في إقناعه بقبول منصب الافتاء تارة [3] ، ونقابة الطالبين أخرى [4] ، إلى أن وصل الامر بالمستنصر أن عرض الوزارة على السيد فرفضها ، مبررا ذلك بقوله له : " إن كان المراد بوزارتي على عادة الوزراء يمشون أمورهم بكل مذهب ، وكل سبب ، سواء كان ذلك موافقا لرضا الله - جل جلاله - ورضا سيد الأنبياء والمرسلين ، أو مخالفا لهما في الآراء ، فإنك من أدخلته في الوزارة بهذه القاعدة قام بما جرت عليه العوائد الفاسدة ، وإن أردت العمل في ذلك بكتاب الله - جل جلاله - وسنة رسوله - صلى الله عليه وآله - فهذا أمر لا يحتمله من في دارك ولا مماليكك ولا خدمك ولا حشمك ، ولا ملوك الأطراف ، ويقال لك إذا سلكت سبيل العدل والانصاف والزهد : إن هذا علي بن طاوس علوي حسني ، ما أراد بهذه الأمور إلا أن يعرف أهل الدهور أن الخلافة لو كانت إليهم كانوا على هذه القاعدة من السيرة ، وأن في ذلك ردا على الخلفاء من سلفك ، وطعنا عليهم [5] " . ثم عاد بعد ذلك إلى الحلة ، فبقي هناك مدة من الزمن ، ثم انتقل بعدها إلى
[1] فرج المهموم : 126 . [2] السيد علي آل طاوس : 7 . [3] كشف المحجة : 111 . [4] كشف المحجة : 112 . [5] انظر : كشف المحجة : 114 .
15
نام کتاب : المجتنى من دعاء المجتبى نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 15