من ساواك بشئ من خلقك فقد عدل بك ، والعادل بك كافر بما تنزلت به محكمات آياتك ، ونطقت به شواهد حجج بيناتك " [1] . وقال عليه السلام في مناسبة أخرى : " الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ، ولا يحصي نعمه العادون ، ولا يؤدي حقه المجتهدون ، الذي لا يدركه بعد الهمم ، ولا يناله غوص الفطن ، الذي ليس لصفته حد محدود ، ولا نعت موجود ، ولا وقت معدود ، ولا أجل ممدود ، فطر الخلائق بقدرته ، ونشر الرياح برحمته ، ووتد بالصخور ميدان أرضه ، أول الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به ، وكمال تصديقه توحيده ، وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه ، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة ، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثناه ، ومن ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه ، فقد جهله ، ومن أشار إليه فقد حده ، ومن حده فقد عده ، ومن قال فيم ؟ فقد ضمنه ، ومن قال على م ؟ فقد أخلى منه ، كائن لا عن حدث ، موجود لا عن عدم ، مع كل شئ لا بمزايلة ، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة ، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه ، متوحد إذ لا سكن يستأنس به ، ولا يستوحش لفقده ، أنشأ الخلق إنشاءا ، وابتدأه ، ابتداءا ، بلا روية أجالها ، ولا تجربة استفادها ، ولا حركة أحدثها ، ولا همامة نفس اضطراب فيها ، أحال الأشياء لأوقاتها ، ولائم بين مختلفاتها ، وعزز غرائزها ، وألزمها أشباحها ، عالما بها قبل ابتدائها ، محيطا بحدودها وانتهائها عارفا بقرائنها وأحنائها " [2] . أشار الامام أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته إلى عدة مطالب مهمة : فقد أشار إلى
[1] نهج البلاغة : من خطبة الأشباح رقم 91 ص 126 ، تحقيق صبحي الصالح . [2] الإحتجاج للطبرسي : 1 / 199 ، نهج البلاغة : الخطبة الأولى ، 1 / 40 تحقيق صبحي الصالح .