حالات النوابغ - إنما يستغرق أربعة عقود من الزمان حتى يعد الفقيه فقيها ، ومن ثم يحتل الصدارة بين علماء عصره بعد مضي بضع سنين . أما كونه مجددا على رأس المائة الثالثة فهذا مما لا يقبل الشك من أنه قد تجاوز مرحلة الكهولة ، وعلى وجه التقريب انه قد ناهز الخمسين . وبعض من عاصر الكليني - في بغداد أو في غيرها - قد أهملوا ترجمته ، كالخطيب البغدادي ، والسمعاني ، وياقوت ، وابن الجوزي وأمثالهم . فالخطيب لفرط تعصبه لم يترجم له في " تاريخ بغداد " على أنه انتقل إليها ، وأقام بها إلى آخر عمره ، وأملى الحديث بها إلى أن توفي ودفن بها ، وقبره بها معروف . وليس غريبا ، حيث أهمل الخطيب حتى الشيخ الطوسي ت 460 ه ، وأبا العباس النجاشي وهما من معاصريه ومعايشيه ، بل ويشتركان معه في كثير من المشايخ ، بل ولعلهم كانوا يلتقون في كل حلقة من حلقات الحديث على مشايخ بغداد . ترجم للكليني عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري في كتاب " المؤتلف والمختلف " : روى عنه - عن الكليني - أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الصيمري . وترجم له ابن عساكر في تاريخه ( 16 / 127 ) قال هناك : " أبو جعفر الكليني الرازي ، من شيوخ الرافضة ، قدم دمشق ، وحدث ببعلبك عن أبي الحسين ، محمد بن علي الجعفري السمرقندي ، ومحمد بن أحمد الخفاف النيسابوري ، وعلي بن إبراهيم ابن هاشم . روى عنه أبو سعد الكوفي ، والشيخ الشريف المرتضى ، وأبو عبد الله أحمد ابن إبراهيم ، وأبو القاسم علي ابن محمد بن عبدوس الكوفي ، وعبد الله بن محمد بن ذكوان . وترجم له أبو السعادات ، ابن الأثير الجزري في المجددين . جامع الأصول :