المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، بارئ الخلائق بقدرته ، وباعث الأنبياء برحمته ، بعثهم يهدون عباده بهديه ، حتى ختم الرسالة بسيد الكائنات ، المنعوت بأجلى الآيات والصفات ، نبي الرحمة ، الرسول المؤيد ، والنبي المسدد ، أبي القاسم محمد ، عليه وعلى آله أفضل الصلاة ، وأجمل التحيات . لقد جعل سبحانه وتعالى للناس من الدين شرعة ومنهاجا ، وأوكل لنبيه صلى الله عليه وآله أن يسن للخلق ما يصلح شأنهم ، وقد امتثل أمر ربه ، حتى أقام لهم الدليل ، وهداهم إلى سواء السبيل ، ثم خلف فيهم تراثا ، كالنبع لا ينضب ماؤه ، ولا يكدر صفاؤه ، إنه ماء رائق فيه لذة للشاربين ، فكانت أقواله وأفعاله وتقريراته ، المعين الثاني بعد القرآن ، فلا يظمأ من نهل منه ، ولا يندم من تبع أثره وأثر أهل بيته الطاهرين . وبعد ، لما اخترت موضوع البحث : " الكليني والكافي " حاولت أن أدرس شخصية الكليني بعيدا عن الأهواء والميول والعواطف ، بل شأني أن أقدم للقارئ