مدرسة الاعتزال مدرسة [1] فكرية عاشت في أكناف أهل السنة ، وبعد زمن من نشوئها حدث الخلاف بين رجالها وبين أهل السنة ، مما ولد ذلك الخصام تراثا عقليا لكلا المذهبين أغنت المكتبة الاسلامية طيلة قرون عديدة ، إلا أن هجمات أهل السنة على المعتزلة كان عنيفا جدا ، بل أنهم شوهوا عقائدهم ورموهم بشتى التهم والمساوئ ، وقبحوا عقائدهم ، حتى أظهروهم للملا الاسلامي أنهم مرقوا عن الدين ، وأوجدوا البدع فيه . ظهرت مدرسة الاعتزال في بداية القرن الثاني الهجري في البصرة ، ولا يخفى
[1] إطلاق لفظ " مدرسة " على المعتزلة أصح من لفظة " فرقة " ، لان الفرقة تشكل لنفسها خطا سياسيا منبثقا من عقائدها الدينية ، وتفهمها للأصول والفروع في الاحكام والعبادات ، والحياة في منظورها مزيج من الدين بالسياسة ، اما المدرسة فهي في الغالب تطلق على التبني الفكري . والمعتزلة مدرسة فكرية كلامية ، شأنها شأن بقية المدارس الفكرية في الاسلام كالمرجئة ، وغالبا المدارس الفكرية تنبثق من مذهب أو فرقة معينة ، وتبقى تحافظ على ذلك التبني في الأصل العقائدي والفقهي ، فالمعتزلة مدرسة سنية الأصل والمنشأ .