نام کتاب : الفصول العشرة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 86
ثم أحياهم فعادوا [1] إلى معاملة قومهم ومبايعتهم ، وأنفذوا إليهم بورقهم ليبتاعوا منهم أحل الطعام وأطيبه وأزكاه بحسب ما تضمن القرآن من شرح قصتهم [2] ، مع استتار أمرهم عن قومهم وطول غيبتهم عنهم وخفاء أمرهم عليهم . وليس في عادتنا [3] مثل ذلك ولا عرفناه ، ولولا أن القرآن جاء بذكر هؤلاء القوم وخبرهم وما ذكرناه من حالهم لتسرعت الناصبة إلا إنكار ذلك كما يتسرع إلى إنكاره الملحدون والزنادقة والدهريون ويحيلون صحة الخبر به وقد تقول : لن يكون [4] في المقدور . وقد كان من أمر صاحب الحمار الذي نزل بذكر قصته القرآن [5] ، وأهل الكتاب يزعمون أنه نبي الله تعالى ، وقد كان مر على قرية وهي خاوية على عروشها فاستبعد عمارتها [6] وعودتها إلى ما كانت عليه ورجوع الموتى منها بعد هلاكهم بالوفاة ، ف ( قال أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه ) وبقي طعامه وشرابه بحاله [7] لم يغيره تغيير طبائع [8] الزمان كل طعام وشراب عن حاله ، فجرت بذلك العادة في طعام صاحب الحمار وشرابه ، وبقي حماره قائما في مكانه لم ينفق [9] ولم يتغير عن
[1] ع . ر . س : لعادوا . [2] ع . ل . ر : نصيبهم . [3] ع . ل . ر : عبادتنا . [4] في النسخ : أن يكون ، والظاهر ما أثبتنا . . [5] البقرة 2 : 259 . [6] ر . س . ط : عمارتهم . [7] لفظ : بحاله ، لم يرد في ل . ط . [8] ل . س . ط : طباع . [9] أي : لم يمت . الصحاح 4 : 560 أنفق .
86
نام کتاب : الفصول العشرة نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 86