نام کتاب : الفرج بعد الشدة نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 37
تطرقك حسن الظن بالله تعالى في كشفها فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج ، ويقال العاقل لا يذل لأول نكبة ، ولا يفرح بأول نعمة فربما أقلع المحبوب عما يضر ، وأجلى المكروه عما يسر . شكا عبد الله بن طاهر إلى سليمان بن يحيى ابن معاذ كاتبه بلاء خافه وتوقعه فقال له أيها الأمير : لا يغلبن على قبلك إذا اغتممت ما تكره دون ما تحب ، فلعل العاقبة تكون ما تحب ، وتوقى ما تكره فتكون كمن يتسلف الغم والخوف . قال : أما إنك فقد فرجت عنى ما أنا فيه . بلغني أن الناس قحطوا بالمدينة في أيام عمر رضي الله عنه فخرج بهم مستسقيا فكان أكثر قوله الاستغفار . فقيل له يا أمير المؤمنين : لو دعوت الله تعالى ؟ فقال أما سمعتم قوله تعالى : ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا [1] الآيات فصار الاستكثار منه في خطب الاستسقاء سنة إلى اليوم . حكى عن أنو شروان أنه قال : جميع مكاره الدنيا ينقسم على ضربين . فضرب فيه حيلة فالاضطراب دواؤه ، وضرب لا حيلة فيه فالاصطبار شفاؤه . وكان بعض الحكماء يقول : الحلية فيما لا حيلة فيه الصبر ، وكان يقال : من اتبع الصبر أتبعه النصر ، ومن الأمثال السائرة الصبر مفتاح الفرج ، من صبر قدر ثمرة الصبر الظفر ، وعند اشتداد البلاء يأتي الرخاء ، وكان يقال : تضايقي تنفرجي ، إذا اشتد الخناق انقطع الوثاق . والعرب تقول : إن في الشر خيارا . قال الأصمعي : معناها إن بعض الشر أهون من بعض . وقال أبو عبيدة : معناها إذا أصابتك مصيبة فاعلم أنه قد يكون أجل منها فلتهن عليك مصيبتك . وقال بعض الحكماء : عواقب الأمور تتشابه في الغيوب ، فرب محبوب في مكروه ومكروه في محبوب وكم مغبوط بنعمة هي داؤه ، ومرحوم من داء فيه شفاؤه ، ورب خير من شر ، ونفع من ضر . وروى أن علي بن أبي طالب سلام الله عليه قال : يا ابن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي قد أتى فإنه ان يكن من عمرك يأتك الله فيه بمحنتك ، واعلم أنك