نام کتاب : ألف حديث في المؤمن نویسنده : الشيخ هادي النجفي جلد : 1 صفحه : 165
لكل واحد منهم ، يا ولي الله انظر في هذه العرصات إلى كل من أسدى إليك في الدنيا معروفا ، أو نفس منك كربا ، أو أغاثك إذا كنت ملهوفا ، أو كف عنك عدوا ، أو أحسن إليك في معاملة فإنك شفيعه ، فإن كان من المؤمنين المحقين زيد بشفاعته في نعم الله عليه ، وإن كان من المقصرين كفى تقصيره بشفاعته ، وإن كان من الكافرين خفف عذابه بقدر احسانه لك ، وكأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك العرصات كالبزاة والصقور فينقضون على من أحسن في الدنيا عليهم انقضاض البزاة والصقور على اللحوم تتلقفها وتحفظها ، وكذلك يلتقطون من شدائد العرصات من كان أحسن إليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات النعيم [1] . أقول : المراد بالزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري عامي المذهب ، كان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير ، وجده عبيد الله مع المشركين يوم بدر ، وهو لم يزل عاملا لبني مروان وجعله هشام بن عبد الملك معلم أولاده ، وكان من علماء العامة لكنه يحب علي بن الحسين عليهما السلام ويعظمه على ما في بعض الروايات ، ونقل عنه عليه السلام ، ولذا عده الشيخ والبرقي في رجاليهما من أصحاب علي بن الحسين عليه السلام وكتب عليه السلام إليه كتابا يعظه فيه ، وذكره ابن شعبة الحراني في تحف العقول / 274 . أما التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام وإن لم يثبت عندنا صحة هذه النسبة ، لضعف سنده وما فيه ، بل الثابت أنه ليس للإمام عليه السلام كما هو الحال في الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام ، ولكنهما لم يقلا من بعض كتب الاخبار نحو جامع الأخبار ومشكاة الأنوار ونحو ذلك . وعلى ذلك تعد رواياتهما من المرسلات والمرفوعات نوعا ، ولذا نقلت عن الكتابين في هذه الرسالة . وأما متن هذه الرواية تعد من صحاح الأخبار ، واصطاد هذا الموضوع
[1] التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام / 281 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 10 / 190 .
165
نام کتاب : ألف حديث في المؤمن نویسنده : الشيخ هادي النجفي جلد : 1 صفحه : 165