نام کتاب : الغيبة نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 264
على أربعة أميال من الجحفة ، فلما أن دخلت المسجد صليت وعفرت واجتهدت في الدعاء وابتهلت إلى الله لهم ، وخرجت أريد عسفان ، فما زلت كذلك حتى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت واعتكفت [1] . فبينا أنا ليلة في الطواف ، إذا أنا بفتى حسن الوجه ، طيب الرائحة ، يتبختر في مشيته [2] طائف حول البيت ، فحس قلبي به ، فقمت نحوه فحككته ، فقال لي من أين الرجل ؟ فقلت : من أهل [ العراق فقال : من أي ] [3] العراق ؟ قلت : من الأهواز . فقال لي : تعرف [4] بها الخصيب [5] ؟ فقلت : رحمه الله ، دعي فأجاب ، فقال : رحمه الله ، فما كان أطول ليلته وأكثر تبتله وأغزر دمعته ، أفتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار [6] ؟ فقلت : أنا علي بن إبراهيم . فقال : حياك الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك وبين أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ؟ فقلت : معي قال : أخرجها ، فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها ، فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت [7] عيناه ( بالدموع ) [8] وبكى منتحبا حتى بل أطماره ، ثم قال : أذن لك الآن يا بن مازيار ، صر إلى رحلك وكن على أهبة من أمرك ، حتى إذا لبس الليل جلبابه ، وغمر الناس ظلامه ، سر [9] إلى شعب بني عامر ! فإنك ستلقاني هناك فسرت [10] إلى منزلي .
[1] في نسخة " ف " اعتكف . [2] في نسختي " ف ، م " مشيه . [3] من نسخ " أ ، ف ، م " والبحار وفيه : فقال لي من أي . [4] في نسخ " أ ، ف ، م " أتعرف . [5] في البحار [ ابن ] الخضيب . [6] ينبئ كلامه هذا أن مهزيار أصله مازيار فتحرر . [7] يقال : تغرغرت عينه بالدمع إذا تردد فيها الدمع . [8] ليس في البحار . [9] في البحار : صر . [10] في البحار : فصرت .
264
نام کتاب : الغيبة نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 264