قال اليهودي : وأشهد أنك قد صدقت وقلت الحق ، لئن أصبت في الواحدة كما أصبت في الستة والله لأسلمن على يدك ولأدعن اليهودية . قال له : اسأل . قال : أخبرني عن خليفة محمد كم يعيش بعده ، ويموت موتا أو يقتل قتلا ؟ قال : يعيش بعده ثلاثين سنة ، ويخضب هذه من هذه - وأخذ بلحيته وأوما إلى رأسه - . فقال الفتى : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنك خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على الأمة ، ومن تقدم كان مفتر ، ثم خرج " ( [1] ) . 30 - وأخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا حميد بن زياد من كتابه وقراءته عليه ، قال : حدثني جعفر بن إسماعيل المنقري ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن إسماعيل بن علي البصري ، عن أبي أيوب المؤدب ، عن أبيه - وكان مؤدبا لبعض ولد جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) - ، قال : قال : " لما توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دخل المدينة رجل من ولد داود على دين اليهودية فرأى السكك خالية ، فقال لبعض أهل المدينة : ما حالكم ؟ فقيل له : توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال الداودي : أما إنه توفي اليوم الذي هو في كتابنا ، ثم قال : فأين الناس ؟ فقيل له : في المسجد ، فأتى المسجد ، فإذا أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح والناس قد غص المسجد بهم ، فقال : أوسعوا حتى أدخل وأرشدوني إلى الذي خلفه نبيكم ، فأرشدوه إلى