وشمرت عن ساق 1 وكانت الدنيا بلاء عليكم وعلى أهل بيتي حتى يفتح الله لبقية الأبرار ، فانصروا قوما 2 كانوا أصحاب رايات يوم بدر ويوم حنين تنصروا وتؤجروا ، ولا تسبقوهم فتصرعكم البلية . فقام إليه رجل آخر فقال : يا أمير المؤمنين حدثنا عن الفتن ، قال : إن الفتن 3 إذا أقبلت شبهت 4 وإذا أدبرت نبهت 5 ، يشبهن 6 مقبلات و
1 - في شرح النهج : " وشمرت عن ساق ، استعارة وكناية يقال للجاد في أمره : قد شمر عن ساق ، وذلك لأن سبوغ الذيل معثرة ، ويمكن أن يجري اللفظ على حقيقته وذلك أن قوله تعالى : يوم يكشف عن ساق ، فسروه فقالوا : الساق الشدة فيكون قد أراد بقوله ( ع ) : وشمرت عن ساق أي كشفت عن شدة ومشقة " وأضاف إلى ذلك في البحار ( ج 8 ، ص 694 ) " وقيل : كشف الساق مثل في اشتداد الأمر وصعوبة الخطب ، وأصله : تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب ، وقيل : يكشف عن ساق ، أي عن أصل الأمر وحقيقته بحيث يصير عيانا " . 2 - في البحار : " أقواما " . 3 - كذا في النهج لكن في الأصل والبحار : " الفتنة " 4 - قال المجلسي ( ره ) في البحار : " قوله ( ع ) : " [ شبهت ] على المعلوم أي جعلت نفسها أو الأمور الباطلة شبيهة بالحق ، أو على المجهول ، أي أشكل أمرها والتبس على الناس ، وقوله ( ع ) : [ نبهت ] أي أيقظت القوم من النوم وأظهرت بطلانها عليهم ، [ ينكرن ] أي لا يعرف حالهن " وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج : " إن الفتن إذا أقبلت شبهت ، معناه أن الفتن عند إقبالها وابتداء حدوثها يلتبس أمرها ولا يعلم الحق منها من الباطل إلى أن تنقضي وتدبر ، فحينئذ ينكشف حالها ويعلم ما كان مشتبها منها ، ثم أكد عليه السلام هذا المعنى بقوله : ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات ، ومثال ذلك فتنة الجمل وفتنة الخوارج كان كثير من الناس فيهما في مبدأ الأمر متوقفين واشتبه عليهم الحال ولم يعلموا موضع الحق إلى أن انقضت الفتنة ووضعت الحرب أوزارها بان لهم صاحب الضلالة من صاحب الهداية " . 5 - في الأصل : " استقرت " . 6 - في النهج : " ينكرن " .