يعرفن مدبرات ، إن الفتن تحوم كالرياح يصبن بلدا ويخطئن أخرى ، ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية ، إنها فتنة عمياء مظلمة مطينة 1 عمت فتنتها وخصت بليتها ، وأصاب البلاء من أبصر فيها ، وأخطأ البلاء من عمي عنها ، يظهر أهل باطلها على أهل حقها ، حتى يملأ الأرض عدوانا وظلما وبدعا ، وإن أول من يضع جبروتها ويكسر عمدها وينزع أوتادها الله رب العالمين ، وأيم الله لتجدن بني أمية أرباب سوء لكم بعدي كالناب الضروس 2 تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجليها وتمنع درها 3 ، لا يزالون بكم 4 حتى لا يتركوا في مصركم إلا تابعا لهم أو غير ضار 5 ، ولا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يكون انتصار 6 أحدكم
1 - في البحار : " أي مخفية " أقول : هو من قولهم : " طان الحائط والبيت = طلاه بالطين ، ومثله : طينه تطيينا " وهو كناية عن اختفاء الشئ واستتاره كما هو الظاهر . 2 - في البحار : " الناب الناقة المسنة ، والضروس السيئة الخلق تعض حالبها " . 3 - في البحار : " الدر اللبن ويقال لكل خير على التوسع " . 4 - في البحار : " لا يزالون بكم = يؤذونكم بأنواع الأذى حتى لا يبقى منكم إلا من ينفعهم في مقاصدهم ، أو لا يضرهم بإنكار المنكرات عليهم " . 5 - في النهج : " غير ضائر " وقال المجلسي ( ره ) في البحار : " الضائر المضر " ففي النهاية لابن الأثير : " في حديث الرؤيا : لا تضارون في رؤيته ، من ضاره يضيره ضيرا أي ضره ، لغة فيه " . 6 - في البحار " الانتصار = الانتقام " .