فيها ، فأنبأتكم أنهم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وأنهم رفعوها غدرا ومكيدة 1 وخديعة ووهنا وضعفا ، فامضوا على حقكم وقتالكم ، فأبيتم علي وقلتم : اقبل منهم ، فإن أجابوا إلى ما في الكتاب جامعونا على ما نحن عليه من الحق ، وإن أبوا كان أعظم لحجتنا عليهم ، فقبلت منكم 2 ، وكففت عنهم إذ أبيتم وونيتم 3 ، وكان الصلح بينكم وبينهم على رجلين يحييان ما أحيا القرآن ، ويميتان ما أمات القرآن ، فاختلف رأيهما وتفرق حكمهما ونبذا ما في القرآن وخالفا ما في الكتاب فجنبهما الله السداد ودلاهما في الضلال 4 فنبذا حكمهما وكانا أهله 5 ، فانخزلت 6 فرقة منا فتركناهم ما تركونا
1 - في الأصل : " مكيدة لهم " . 2 - في شرح النهج والبحار : " منهم " . 3 - في شرح النهج والبحار : " ونيتم وأبيتم " . 4 - في شرح النهج والبحار : " دلاهما في الضلالة " ، ففي مجمع البحرين : " ودلاهما بغرور قيل : قربهما إلى المعصية ، وقيل : أطمعهما ، قال الأزهري : أصله العطشان يدلي في البئر فلا يجد ماء فيكون مدلا بالغرور فوضع التدلية موضع الأطماع فيما لا يجدي نفعا ، وقيل : جرأهما على الأكل من الدل والدالة أي الجرأة ، وقيل : دلاهما من الجنة إلى الأرض ، وقيل : أضلهما " . 5 - قوله ( ع ) : " وكانا أهله " إشارة إلى أنهما كانا أهل نبذ حكم الله تعالى كما قال الله تعالى في عكس هذا المعنى في وصف المؤمنين : " وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها " . قال الصدوق - ( ره ) في باب الشقاق من كتاب من لا يحضره الفقيه عند البحث عن حكم الحكمين المذكورين في قول الله تعالى : " فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها " ما نصه : " قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه - : لما بلغت هذا الموضع ذكرت فصلا لهشام بن الحكم مع بعض المخالفين في الحكمين بصفين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري فأحببت إيراده هنا وإن لم يكن من جنس ما وضعت له الباب . قال المخالف : إن الحكمين لقبولهما الحكم كانا مريدين للإصلاح بين الطائفتين . فقال هشام : بل كانا غير مريدين للإصلاح بين الطائفتين فقال المخالف : من أين قلت هذا ؟ قال هشام : من قول الله عز وجل في الحكمين حيث يقول : إن يريدا إصلاحا يوفق - الله بينهما ، فلما اختلفا ولم يكن بينهما اتفاق على أمر واحد ولم يوفق الله بينهما علمنا أنهما لم يريدا الاصلاح ، وروى ذلك محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم " . 6 - في شرح النهج : " فانحرفت " ، وانخزل الشئ انقطع .