نام کتاب : العوالم ، الإمام الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ عبد الله البحراني جلد : 1 صفحه : 681
قد علمت ميالة الذوائب * واضحة الخدين والترائب إني غداة الروع والتغالب * أشجع من ذي لبدة مواثب قصاع أقران مخوف الجانب فلم يزل يكر عليهم فيفرون بين يديه حتى تكاثروا فقتلوه . ثم أخذ الراية عبد الله بن سعد بن نفيل ثم حمل على القوم وطعن وهو يقول : إرحم إلهي عبدك التوابا * ولا تؤاخذه فقد أنابا وفارق الاهلين والأحبابا * يرجو بذاك الفوز والثوابا فلم يزل يقاتل حتى قتل . ثم تقدم أخوه خالد بن سعد بالراية ، وحرضهم على القتال ، ورغبهم في حميد المآل ، فقاتل أشد قتال ، ونكل بهم أي نكال ، حتى قتل . وتقدم عبد الله بن وأل فأخذ الراية ، وقاتل حتى قطعت يده اليسرى ثم استند إلى أصحابه ويده تشخب دما ، ثم كر عليهم وهو يقول : نفسي فداكم اذكروا الميثاقا * وصابروهم واحذروا النفاقا لا كوفة نبغي ولا عرقا * لا بل نريد الموت والعتاقا وقاتل حتى قتل ، فبينما هم كذلك إذ جاءتهم النجدة مع المثنى بن مخزمة 1 العبدي من البصرة ومن المدائن مع كثير بن عمرو الحنفي فاشتدت قلوب أهل العراق بهم ، واجتمعوا وكبروا واشتد القتال ، فتقدم رفاعة بن شداد نحو صفوف ( أهل ) الشام وهو يرتجز ويقول : يا رب اني تائب إليكا * قد اتكلت سيدي عليكا قدما أرجي 2 الخير من يديكا * فاجعل ثوابي أملي إليكا 3 قال عبد الله بن عوف الأزدي : واشتد القتال حتى بان في أهل العراق الضعف والقلة ، وتحدثوا في ترك القتال ، فبعضهم يوافق ، وبعضهم يقول : إن ولينا ركبنا السيف ، فلا نمشي فرسخا حتى لا يبقى منا واحد ، وإنما نقاتل حتى يأتي الليل