نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 181
على استقصاء دقيق نستنتج أن موانع نور العلم والحكمة جميعها تتصل بجذر أصلي واحد ، هو غلبة الهوى . ومن هنا أوردنا الهوى في صدر موانع المعرفة . الهوى عاصفة تثير غبارا يحمل صنوفا من الأسواء ، وهذا الغبار يسود مرآة القلب ، ويحرم الإنسان من نور العلم والحكمة . وهكذا يضل في الطريق وهو يعلم ! أنه يضل كما قال الله سبحانه وتعالى : * ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) * [1] . من هذا المنطلق ، يصبح قطع دابر الهوى ضروريا لمقارعة حجب نور العلم والحكمة [2] . المسألة الثالثة : مبادئ الوسوسة النقطة المهمة الأخرى اللافتة للنظر في دراسة هذا الفصل هي أن موانع نور العلم والحكمة تعد مبادئ لوساوس الشيطان أيضا . وهذه الحجب لا تحرم الإنسان من المعارف الحقيقية والإلهامات الربانية فحسب ، بل تجعله عرضة لهمزات الشياطين وما ينبثق عنها من أحاسيس وإدراكات كاذبة . لذا ورد في الروايات التي مرت بنا أن الهوى والكبر كما أنهما آفتان للعقل كذلك شراكان للشيطان أيضا [3] . وفي هذا المجال جاء في مناجاة " الشاكين " المنسوبة إلى الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : " إلهي ، أشكو إليك عدوا يضلني وشيطانا يغويني ، قد ملأ بالوسواس صدري ، وأحاطت هواجسه بقلبي . يعاضد لي الهوى ، ويزين لي حب الدنيا . ويحول بيني وبين الطاعة والزلفى " [4] .