نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 180
العجب ، والغرور ، والتعصب ، والاستبداد ، والغضب ، والشره في الطعام ، وشرب الخمر [1] . هذه الحجب تحرم الفكر من التشخيص الصحيح للحقائق العقلية ، وتمنع القلب من بركات الإلهامات والإرشادات الغيبية الإلهية . المجموعة الثالثة : حجب العلم الحقيقي [2] أو موانع نور العلم والحكمة ، مثل : الظلم ، والكفر ، والإسراف ، والفسق ، والذنب عامة [3] . هذه الحجب تظلم مرآة القلب ، وتمرض الروح ، وتحرم المرء من جوهر العلم والحكمة وأنوارهما وإن كان ذا درجات عالية في العلوم الرسمية . وإذا أزمن هذا المرض ، فسد جوهر مرآة القلب ، وخرج الإنسان بالضرورة من مدار الهداية الإلهية ، ومني بالضياع في وادي الضلالة الأبدية . قال تعالى واصفا هؤلاء : * ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) * [4] . وقال سبحانه : * ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) * [5] . والقراءة الدقيقة لهذا الفصل تدل على أن القرآن الكريم والحديث الشريف قد أكدا - في مبحث موانع المعرفة - على هذه المجموعة من الحجب . المسألة الثانية : أصل حجب نور العلم والحكمة أشرنا إلى أن الظلم ، والكفر ، والإسراف ، والفسق ، وبعامة : كل ما عده الإسلام ذنبا ، هي موانع نور العلم والحكمة . والنقطة المهمة اللافتة للنظر هي إننا إذا توفرنا