نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 247
بيان : كان الجهل المطبق الذي خيم على العرب قبل الاسلام قد مهد الأجواء لشيوخهم ورؤسائهم لاستغلال تلك الظروف ، فانتهزوا تلك الفترة من الرسل وسخروا عواطف ومشاعر الناس الصادقة وسنوا أحكاما وعادات اجتماعية تعود عليهم بالمنفعة ، وابتدعوا الكثير من البدع . وكان من جملة هؤلاء شخص اسمه عمر بن لحي ، وكان هذا الشخص قد استحوذ حينذاك على واحدة من أهم ثروات العرب ، ألا وهي الإبل ، وابتدع لها سننا وأضفى عليها طابعا قدسيا قيد بموجبه سبل الاستفادة والانتفاع من أربعة أنواع من الإبل كانت تسمى : البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحامي . وكانت لها دلالات متباينة ولكنها على نحو متقارب [1] . وتشترك جميعها في نقطة واحدة هي إضفاء نوع من الحرمة على هذه الإبل وتحريم لبنها ولحمها وصوفها وظهرها على الكثير من الناس ، فيما أباحها للبعض الآخر كسدنة بيوت الأصنام وخدامها . اقترنت هذه البدعة بنظرة الاستخفاف التي كان العرب يعاملون بها المرأة ، فنجم عن ذلك تشديد هذا الحكم على النساء ، فكان لا يحق لهن أكل لحم هذه الإبل إلا بعد موتها . وكان من نتيجة هذا التقليد أن السدنة وخدمة الأصنام أبيحت لهم الاستفادة من المراعي والعيون والآبار على ندرتها في الجزيرة العربية ، ونجم عن ذلك أيضا أنهم صاروا ينذرون الإبل للأصنام وسدنتها من باب الشكر أو لقضاء حاجة
[1] وردت بعض معاني هذه الكلمات في النص وفي الهوامش ، وللاطلاع على مزيد من المعاني راجع كتب التفسير ، ومنها : تفسير مجمع البيان : 3 / 390 ، تفسير التبيان : 4 / 41 ، تفسير القمي : 1 / 188 ، تفسير الميزان : 6 / 156 ، تفسير الطبري : 5 / الجزء 7 / 86 ، تفسير الدر المنثور : 3 / 211 وأيضا : السيرة النبوية لابن هشام : 1 / 91 .
247
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 247