نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 237
كرامتها ، وأسالت لهم جداول نعيمها ، والتفت الملة بهم في عوائد بركتها ، فأصبحوا في نعمتها غرقين ، وفي خضرة عيشها فكهين . قد تربعت الأمور بهم في ظل سلطان قاهر ، وآوتهم الحال إلى كنف عز غالب ، وتعطفت الأمور عليهم في ذرى [1] ملك ثابت . فهم حكام على العالمين ، وملوك في أطراف الأرضين . يملكون الأمور على من كان يملكها عليهم ، ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم ! لا تغمز [2] لهم قناة [3] ، ولا تقرع لهم صفاة [4] ألا وإنكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة ، وثلمتم حصن الله المضروب عليكم ، بأحكام الجاهلية [5] . - فاطمة ( عليها السلام ) - في خطابها للمسلمين بعد أبيها - : كنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ، ونهزة [6] الطامع ، وقبسة العجلان ، وموطئ الأقدام ، تشربون الطرق [7] ، وتقتاتون القد [8] ، أذلة خاسئين ( صاغرين ) ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) [9] . - الإمام الهادي ( عليه السلام ) - في خطبته - : الحمد لله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين له من خلقه دائن . . . وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى ووليه المرتضى
[1] الذرى : جمع ذروة : وهي أعلى سنام البعير ( لسان العرب : 14 / 284 ) . [2] أغمز في الرجل : استضعفه وعابه وصغر شأنه ، والمغامز : المعايب ( لسان العرب : 5 / 389 و 390 ) . [3] القناة : الرمح ( لسان العرب : 15 / 203 ) . [4] لا تقرع لهم صفاة : أي لا ينالهم أحد بسوء ( النهاية : 3 / 41 ) . [5] نهج البلاغة : الخطبة 192 . [6] النهزة : الفرصة ، وانتهزتها : اغتنمتها ( النهاية : 5 / 135 ) . [7] الطرق : الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت ( النهاية : 3 / 123 ) . [8] هو جلد السخلة في الجدب ( النهاية : 4 / 21 ) . [9] الاحتجاج : 1 / 260 / 49 عن عبد الله بن الحسن عن آبائه ( عليهم السلام ) ، شرح الأخبار : 3 / 35 / 974 عن محمد بن سلام بإسناده ، الشافي : 4 / 72 عن ابن عائشة ، دلائل الإمامة : 114 / 36 عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) نحوه ، بلاغات النساء : 24 عن زيد بن علي عن آبائه ( عليهم السلام ) نحوه .
237
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 237